الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1038 ص: حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا أبو مسهر ، قال: ثنا صدقة بن خالد ، قال: حدثني خالد بن دهقان ، قال: أخبرني خالد سبلان ، عن كهيل بن حرملة النمري ، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: "أنه أقبل حتى نزل دمشق على آل أبي كلثم الدوسي ، فأتى المسجد فجلس في غربيه، فتذاكروا الصلاة الوسطى فاختلفوا فيها، فقال: اختلفنا فيها كما اختلفتم ونحن بفناء بيت رسول الله -عليه السلام- وفينا الرجل الصالح أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس -رضي الله عنه- فقال: أنا أعلم لكم ذلك، فأتى رسول الله -عليه السلام- وكان جريئا عليه، فاستأذن فدخل، ثم خرج إلينا، فأخبرنا أنها صلاة العصر" .

                                                التالي السابق


                                                ش: أبو مسهر هو عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى الغساني الدمشقي روى له الجماعة، وصدقة بن خالد القرشي الأموي أبو العباس الدمشقي مولى أم البنين أخت معاوية بن أبي سفيان ، روى له البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه .

                                                [ ص: 341 ] وخالد بن دهقان - بتثليث الدال - القرشي أبو المغيرة الشامي الدمشقي ، وثقه دحيم وابن حبان ، وروى له أبو داود .

                                                وخالد سبلان هو خالد بن عبد الله بن فرج، يلقب بسبلان - بفتح السين والباء الموحدة - وثقه ابن حبان .

                                                وكهيل بن حرملة النمري ، وثقه ابن حبان .

                                                وأبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي خال معاوية بن أبي سفيان ، له صحبة، وهو أخو أبي حذيفة بن عتبة لأبيه، وأخو مصعب بن عمير لأمه.

                                                قيل: اسمه خالد ، وقيل: شيبة ، وقيل: هشام ، وقيل: هشيم ، وقيل: مهشم ، أسلم يوم الفتح، وسكن الشام ، وتوفي في خلافة عثمان -رضي الله عنه- وكان من زهاد الصحابة -رضي الله عنه-.

                                                والحديث أخرجه الطبراني في "الكبير": ثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي ، ثنا أبي ، ثنا محمد بن شعيب بن شابور ، حدثني خالد بن دهقان (ح).

                                                وثنا أحمد بن المعلى الدمشقي وموسى بن سهل أبو عمران الجوني ، قالا: ثنا هشام بن عمار ، ثنا صدقة بن خالد ، قال: ثنا خالد بن دهقان ، أخبرني خالد سبلان ، عن كهيل بن حرملة ، عن أبي هريرة : "أنه أقبل حتى نزل على أبي كلثم الدوسي فتذاكروا الصلاة الوسطى فقال: اختلفنا..." إلى آخره نحو رواية الطحاوي سواء.

                                                وأخرجه ابن حبان : في كتاب "الثقات" في ترجمة كهيل بن حرملة ، ثنا محمد بن الهمداني ، ثنا ابن زنجويه ، ثنا أبو مسهر ، ثنا صدقة بن خالد ، قال: ثنا خالد بن دهقان ، ثنا خالد سبلان ، عن كهيل بن حرملة النمري قال: "قدم أبو هريرة [ ص: 342 ] دمشق فنزل على آل أبي كلثم الدوسي ، فأتى المسجد فجلس في غربيه، فجلسنا إليه، فذكرنا الصلاة الوسطى، وقال أبو هريرة : اختلفنا فيها..." . إلى آخره نحوه.

                                                وأخرجه البزار أيضا في "مسنده": وقال: لا نعلم روى أبو هاشم بن عتبة عن النبي -عليه السلام- إلا هذا الحديث وحديثا آخر، وقال أبو موسى المديني في كتاب "الصحابة": أبو هاشم هذا له حديثان حسنان.

                                                قلت: الأول: هو الحديث المذكور.

                                                والثاني: هو ما أخرجه البغوي في "معجم الصحابة": حدثني جدي، حدثنا عبيدة بن حميد ، عن منصور بن المعتمر ، عن أبي وائل ، عن سمرة بن سهم ، عن أبي هاشم بن عتبة وهو خال معاوية قال: "دخل عليه معاوية يعوده فبكى، فقال: ما يبكيك يا خال أمن وجع يشئزك، أم حرص على الدنيا فقد ذهب؟ فقال: على كل ولكن رسول الله -عليه السلام- عهد إلي عهدا فوددت أني كنت اتبعته، إن رسول الله -عليه السلام- قال لي: لعلك أن تدرك أموالا تقسم، فإنما يكفيك من جمع المال خادم ومركب في سبيل الله - عز وجل -، فوجدت فجمعت" انتهى.

                                                قوله: "على آل أبي كلثم " ويقال فيه: أبو كلثوم أيضا و: "الدوسي" نسبة إلى دوس قبيلة من اليمن من الأزد ، وأبو هريرة أيضا دوسي.

                                                قوله: "بفناء بيت رسول الله -عليه السلام- " فناء الدار بالكسر أمامها، وهو الموضع المتسع الذي يرمى فيه ما يخرج من الدار.

                                                قوله: "وكان جريئا" من الجراءة والإقدام على الشيء من غير تجبين.




                                                الخدمات العلمية