الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                841 ص: حدثنا علي بن معبد ، قال: ثنا الهيثم بن خالد بن يزيد ، قال: ثنا أبو بكر بن عياش ، عن عبد العزيز بن رفيع ، قال: سمعت أبا محذورة قال: " كنت غلاما صيتا، فقال لي رسول الله -عليه السلام-...، قل: الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم " . فلما علم رسول الله -عليه السلام- ذلك أبا محذورة كان ذلك زيادة على ما في حديث عبد الله بن زيد ، ووجب استعمالها.

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح.

                                                وأخرجه الدارقطني : ثنا أحمد بن العباس البغوي ، ثنا عباد بن الوليد أبو بدر ، حدثني الحماني ، ثنا أبو بكر بن عياش ، ثنا عبد العزيز بن رفيع ، قال: سمعت أبا محذورة يقول: "كنت غلاما صيتا، فأذنت بين يدي رسول الله -عليه السلام- الفجر يوم حنين، فلما بلغت حي على الصلاة حي على الفلاح، قال رسول الله -عليه السلام-: ألحق فيها: الصلاة خير من النوم" .

                                                قوله: "صيتا" على وزن ضيق، صفة مشبهة؛ وأراد به شديد الصوت عاليه، يقال: هو صيت وصائت، مثل ميت ومائت، وأصله صيوت؛ لأنه من الأجوف [ ص: 59 ] الواوي، اجتمعت الواو والياء وسبقت [إحداهما] بالسكون، فأبدلت "الواو" "ياء" وأدغمت "الياء" في "الياء".

                                                وفي الباب عن بلال وأبي هريرة وعائشة -رضي الله عنهم-.

                                                أما حديث بلال فعند ابن ماجه : ثنا (عمرو) بن رافع ، نا عبد الله بن المبارك ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن بلال : "أنه أتى النبي -عليه السلام- يؤذنه بصلاة الفجر، فقيل: هو نائم. فقال: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، فأقرت في تأذين الفجر ، فثبت الأمر على ذلك" .

                                                وأخرجه الدارمي أيضا في "سننه".

                                                وأما حديث أبي هريرة فعند الطبراني في "الأوسط" بإسناده عنه: "أن بلالا أتى النبي -عليه السلام- عند الأذان في الصبح فوجده نائما فناداه: الصلاة خير من النوم. فلم ينكره رسول الله -عليه السلام-، وأدخله في الأذان، فلا يؤذن لصلاة قبل وقتها غير صلاة الفجر" .

                                                وأما حديث عائشة -رضي الله عنها- فعند الطبراني أيضا في "الأوسط" بإسناده عنها قالت: "جاء بلال إلى النبي -عليه السلام- يؤذنه بصلاة الصبح، فوجده نائما، فقال: الصلاة خير من النوم، فأقرت في أذان الصبح" .




                                                الخدمات العلمية