الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1145 ص: وقد روي عن أنس بن مالك أيضا في ذلك ما قد حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال: ثنا وهب بن جرير ، قال: ثنا شعبة ، عن أبي صدقة مولى أنس ، عن أنس : "أنه سئل عن مواقيت الصلاة، فقال: كان رسول الله -عليه السلام- يصلي صلاة العصر ما بين صلاتيكم هاتين" .

                                                قال أبو جعفر - رحمه الله -: فذلك يحتمل أن يكون أراد بقوله: "فيما بين صلاتيكم هاتين" ما بين صلاة الظهر وصلاة المغرب، فذلك دليل على تأخير العصر ، ويحتمل أن يكون أراد فيما بين تعجيلكم وتأخيركم، فذلك دليل على التأخير أيضا، وليس بالتأخير الشديد، فلما احتمل ذلك ما ذكرنا، وكان في حديث الأبيض عن أنس : " أن رسول الله -عليه السلام- كان يصليها والشمس بيضاء محلقة " دل ذلك على أنه قد كان يؤخرها.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي قد روي عن أنس أيضا في ما يدل على أنه -عليه السلام- كان يؤخر العصر غير تأخير شديد ، وهو ما أخرجه عن إبراهيم بن مرزوق بن دينار ، عن وهب بن جرير بن حازم ، عن شعبة بن الحجاج ، عن أبي صدقة واسمه توبة الأنصاري البصري مولى أنس بن مالك .

                                                روى له النسائي وأخرجه: من حديث شعبة ، عن أبي صدقة ، عن أنس بن مالك قال: " كان رسول الله -عليه السلام- يصلي الظهر إذا زالت الشمس، ويصلي العصر بين صلاتيكم هاتين، ويصلي المغرب إذا غربت الشمس، ويصلي العشاء إذا غاب الشفق - قال على إثره -: ويصلي الصبح إلى أن ينفسخ البصر" .

                                                [ ص: 481 ] ورواه أبو أحمد الحاكم في "الكنى": من حديث يزيد بن هارون ، أنا شعبة ... فذكره، وفيه: "والفجر من حين يطلع الفجر إلى أن ينفسح البصر" .




                                                الخدمات العلمية