الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1959 [ 1025 ] وعن ابن عباس قال: ما صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شهرا كاملا قط غير رمضان ، وكان يصوم إذا صام حتى يقول القائل: لا والله لا يفطر ويفطر إذا أفطر حتى يقول القائل: لا والله! لا يصوم .

                                                                                              رواه أحمد (1 \ 271)، والبخاري (1971)، ومسلم (1157) ، والنسائي (4 \ 199) .

                                                                                              [ ص: 222 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 222 ] (21) ومن باب: كيف صوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التطوع

                                                                                              سؤال شقيق لعائشة إنما كان عن زمن صوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وعن مقداره ، ولذلك أجابته بهما ، فقالت : ( كان يصوم حتى نقول : قد صام ، قد صام ، ويفطر حتى نقول : قد أفطر ، قد أفطر ) ; ومعنى هذا : أنه كان يصوم متطوعا ، فيكثر ، ويوالي حتى تتحدث نساؤه وخاصته بصومه ، ويفطر كذلك . ومثل هذا : حديث ابن عباس : كان يصوم حتى يقول القائل : لا يفطر ، ويفطر حتى يقول القائل : لا يصوم .

                                                                                              وبمثل هذا أخبر - صلى الله عليه وسلم - به عن نفسه ، فقال : (بل أصوم وأفطر ، وأقوم وأنام ، فمن رغب عن سنتي فليس مني .

                                                                                              [ ص: 223 ] وقولها : ( كان يصوم شعبان كله ، كان يصوم شعبان إلا قليلا ) . قيل : إن الكلام الأول يفسره الثاني ، ويخصصه ، وحينئذ يتوافق قولها هذا مع قولها : (ما رأيته أكثر صوما منه في شعبان) . وكذلك قال ابن عباس : إنه - صلى الله عليه وسلم - ما صام شهرا غير رمضان . وقيل : معنى ذلك : أنه كان يصومه مرة كله ، ومرة ينقص منه لئلا يتوهم وجوبه .

                                                                                              وقيل في قولها : كان يصوم شعبان كله ) ; أي : يصوم في أوله ، ووسطه ، وآخره . ولا يخص شيئا منه ، ولا يعمه بصيام . وهذا أبعدها . وقد مضى القول على ما تضمنه أكثر هذا الحديث .




                                                                                              الخدمات العلمية