الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2230 [ 1124 ] وعن عبد الله بن سرجس ، قال: رأيت الأصيلع (يعني عمر) يقبل الحجر، ويقول: والله! إني لأقبلك، وإني لأعلم أنك حجر، لا تضر، ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قبلك ما قبلتك.

                                                                                              رواه مسلم (1270) (250)، وابن ماجه (2943) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقول عبد الله بن سرجس : ( رأيت الأصيلع ) ; يعني : عمر رضي الله عنه ، وكان أصلع . وتصغيره في هذا الموضع كما قالوا :

                                                                                              ...........

                                                                                              دويهية تصفر منها الأنامل

                                                                                              [ ص: 378 ] وكما قالوا للجبل العظيم : جبيل. ونعته بالصلع ; لأنه نعته في الكتب القديمة . يقال : إنهم كانوا يقولون - أعني : نصارى الشام - : إن الذي يفتح بيت المقدس الأصيلع . والله تعالى أعلم .

                                                                                              وقوله : ( إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ) دفع لتوهم من وقع له من الجهال : أن للحجر الأسود خاصية ترجع إلى ذاته ، كما توهمه بعض الباطنية . وبين : أنه ليس في تقبيله إلا الاقتداء المحض ، ولو كان هناك شيء مما يفترى لكان عمر رضي الله عنه أحق الناس بعلمه .

                                                                                              وفي هذا الحديث ما يدل: على أن تقبيل الحجر من سنن الطواف ، والجمهور على ذلك ; لمن قدر عليه ، فإن لم يقدر وضع يده عليه ، ثم رفعها إلى فيه بغير تقبيل على إحدى الروايتين عن مالك ، وبه قال القاسم بن محمد . والجمهور على أنه يقبل يده ، فإن لم يفعل فلا شيء عليه عندهم. قال مالك رحمه الله : والسجود عليه بدعة . والجمهور : على جوازه .

                                                                                              وأما الركن اليماني فيستلم باليد ، ولا يقبل . وهل تقبل اليد أم لا ؟ قولان . ولا يخاطب النساء بذلك عند الجميع ، ويفعل ذلك في آخر كل شوط ، وهو في أول الطواف أوكد منه في سائرها . واستحب بعض السلف أن يكون لمس الركنين في وتر من الطواف . وبه قال الشافعي -رحمه الله- .




                                                                                              الخدمات العلمية