الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2383 [ 1197 ] وعن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ; مسجدي هذا ، والمسجد الحرام ، والمسجد الأقصى" . وسمعته يقول: "لا تسافر المرأة يومين من الدهر إلا ومعها ذو محرم منها أو زوجها" .

                                                                                              رواه مسلم ( 827) (415)، وأبو داود (1726)، والترمذي (1169)، وابن ماجه (2898).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد " ; يعني : لا يسافر لمسجد لفعل قربة فيه إلا إلى هذه المساجد لأفضليتها وشرفيتها على غيرها من المساجد ، ولا خلاف في أن هذه المساجد الثلاثة أفضل من سائر المساجد كلها . ومقتضى هذا النهي أن من نذر المشي أو المضي إلى مسجد من سائر المساجد للصلاة فيه - ما عدا هذه الثلاثة - وكان منه على مسافة يحتاج فيها إلى إعمال المطي وشد رحالها لم يلزمه ذلك ; إلا أن يكون نذر مسجدا من هذه المساجد الثلاثة ، وقد ألحق محمد بن مسلمة مسجد قباء بهذه المساجد على ما يأتي إن شاء الله تعالى .

                                                                                              [ ص: 452 ] فصار شد الرحال في هذا الحديث عبارة عن السفر البعيد ، فأما لو كان المسجد قريبا منه لزمه المضي إليه إذا نذر الصلاة فيه ; إذ لم يتناوله هذا النهي ، وسيأتي لهذا مزيد بيان وتفريع .




                                                                                              الخدمات العلمية