الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2217 [ 1121 ] وعن أبي الطفيل ، قال: قلت لابن عباس: أرأيت هذا الرمل بالبيت ثلاثة أطواف ، ومشي أربعة أطواف . أسنة هو؟ فإن قومك يزعمون أنه سنة. قال: فقال: صدقوا وكذبوا. قال: قلت: ما صدقوا وكذبوا؟ قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدم مكة. فقال المشركون: إن محمدا وأصحابه لا يستطيعون أن يطوفوا بالبيت من الهزال، وكانوا يحسدونه ، قال: فأمرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يرملوا ثلاثا، ويمشوا أربعا. قال: قلت له: أخبرني عن الطواف بين الصفا والمروة راكبا. أسنة هو؟ فإن قومك يزعمون أنه سنة ، قال: صدقوا وكذبوا. قال: قلت: وما قولك: صدقوا وكذبوا؟ قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثر عليه الناس يقولون: هذا محمد . هذا محمد. حتى خرج العواتق من البيوت. قال: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يضرب الناس بين يديه. فلما كثر عليه ركب، والمشي والسعي أفضل .

                                                                                              وفي رواية : قلت لابن عباس: إن قومك يزعمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رمل بالبيت وبين الصفا والمروة وهي سنة. قال: صدقوا وكذبوا .

                                                                                              رواه مسلم (1264)، وأبو داود (1885)، وابن ماجه (2953) .

                                                                                              [ ص: 375 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 375 ] وقول ابن عباس : ( صدقوا وكذبوا ) يعني : أنهم أصابوا من وجه ، وغلطوا من وجه . فأصابوا من حيث إنهم نسبوه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وغلطوا من حيث ظنوا أن تلك أمور راتبة ، لازمة ; وإنما كان ذلك لأسباب نبه عليها فيما ذكر من الحديث . ويظهر من مساق كلام ابن عباس أنها ليست بسنن راتبة عنده ، فارتفعت بارتفاع أسبابها . وهذا لا يمكن أن يقال في الرمل في الطواف والسعي ; إذ قد فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - مع فقد تلك الأسباب . فينبغي أن يقال : هو سنة مطلقا ، كما هو مذهب الجماهير .




                                                                                              الخدمات العلمية