الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1694 [ 886 ] وعن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى ، فذكر خصالا ، وقال : من منح منيحة غدت بصدقة وراحت بصدقة صبوحها وغبوقها .

                                                                                              رواه مسلم (1020) .

                                                                                              [ ص: 65 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 65 ] وقوله : ( من منح منيحة - ويروى : " منحة " - غدت بصدقة وراحت بصدقة ) المنحة والمنيحة " : عطية ذوات الألبان ; لينتفع المعطى له باللبن ، ثم يرد المحلوب .

                                                                                              و" " من " : شرط في موضع رفع بالابتداء ، جوابه : " غدت بصدقة ، وراحت بصدقة ، وهو خبر المبتدأ على قول ، والصحيح : أن خبرها ما بعدها ; لأن " من " الشرطية لا تحتاج إلى صلة ، بل هي اسم تام ، وإنما لم يتم الكلام بما بعدها ; لما تضمنته من معنى الشرط . فتدبره ، فإنه الصحيح .

                                                                                              ومعنى الكلام : أن من منح منيحة كان للمانح صدقة كلما غدت أو راحت ; لأجل ما ينال منها في الصباح والمساء . والغدو: البكرة . والرواح " : العشي . والصبوح " : شرب الصباح . والغبوق " : شرب العشي . والجاشرية " : شرب نصف النهار .




                                                                                              الخدمات العلمية