الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2220 [ 1122 ] وعن ابن عباس ، قال: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه مكة ، وقد وهنتهم حمى يثرب . قال المشركون: إنه يقدم عليكم غدا قوم قد وهنتهم الحمى ولقوا منها شدة ، فجلسوا مما يلي الحجر ، فأمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يرملوا ثلاثة أشواط، ويمشوا ما بين الركنين ، ليرى المشركون جلدهم ، فقال المشركون: هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم ، هؤلاء أجلد من كذا وكذا . قال ابن عباس: ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها ، إلا الإبقاء عليهم .

                                                                                              رواه البخاري (4256)، ومسلم (1266) (240)، وأبو داود (1886 و 1889 )، والترمذي (863)، والنسائي (5 \ 230) .

                                                                                              [ ص: 376 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 376 ] وقولهم : ( وهنتهم حمى يثرب ) أي : أضعفتهم ، وهو ثلاثي . وقد يقال : رباعيا . قال الفراء : يقال : وهنه الله ، وأوهنه الله .

                                                                                              و ( يثرب ) : اسم المدينة في الجاهلية ، واستجد لها في الإسلام : المدينة ، وطيبة . وسيأتي لذلك مزيد بيان . و ( الجلد ) : التجلد والقوة .

                                                                                              و ( الأشواط ) : الأطواف . وقد تقدم ذكر من كره لفظ الشوط ، والأشواط .

                                                                                              وقوله : ( فلم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط إلا الإبقاء عليهم ) روايتنا : الإبقاء - بالرفع - على أنه فاعل يمنعهم . ويجوز نصبه على أن يكون مفعولا من أجله ، ويكون في : (يمنعهم) ; ضمير عائد على النبي - صلى الله عليه وسلم - هو فاعله. فتأمله .




                                                                                              الخدمات العلمية