الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2063 [ 1066 ] وعن أبي قتادة أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى إذا كان ببعض طريق مكة تخلف مع أصحاب له محرمين ، وهو غير محرم فرأى حمارا وحشيا ، فاستوى على فرسه ، فسأل أصحابه أن يناولوه سوطه فأبوا فسألهم رمحه فأبوا عليه ، فأخذه ، ثم شد على الحمار ، فأكل منه بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- وأبى بعضهم ، فأدركوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فسألوه عن ذلك فقال: إنما هي طعمة أطعمكموها الله .

                                                                                              وفي رواية : فقال: هو حلال فكلوه . وفي أخرى : فقال : هل معكم من لحمه شيء ؟ . فقالوا: معنا رجله قال: فأخذها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأكلها .

                                                                                              وفي أخرى: أمنكم أحد أمره أن يحمل عليها ، أو أشار إليها ؟ قالوا لا . قال : فكلوا ما بقي من لحمها .

                                                                                              رواه أحمد (5 \ 301)، والبخاري (2914)، ومسلم (1196) (56 و 57 و 58 و 63)، وأبو داود (1852)، والنسائي (5 \ 182) .

                                                                                              [ ص: 283 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 283 ] وقوله : ( هل معكم من لحمه شيء ) ، وأكله لما أعطوه منه ; كل ذلك تطييب لقلوبهم ، وتسكين لنفرة من نفر منهم ، وإبانة لحليته بأقصى الممكن .




                                                                                              الخدمات العلمية