الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2417 [ 1216 ] وعن أنس بن مالك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر ، فلما نزعه جاءه رجل فقال : يا رسول الله ، ابن خطل متعلق بأستار الكعبة ! فقال: اقتلوه .

                                                                                              رواه أحمد ( 3 \ 109 ) والبخاري (1846)، ومسلم (1357)، وأبو داود (2685)، والترمذي (1693)، والنسائي ( 5 \ 200 )، وابن ماجه (2805).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              ( المغفر ) : ما يلبس على الرأس من درع الحديد ، وأصله من الغفر وهو [ ص: 478 ] الستر ، وهو دليل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة عنوة ، وهو الصحيح من الأحاديث والمعلوم من السير . لكنه عندما دخلها أمن أهلها ، كما سيأتي . وإنما اغتر من قال بأنها فتحت صلحا لما سمع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعرض لأهلها بقتل ولا سبي ، فظن وقدر هنالك صلحا في الخفاء مع أبي سفيان أو غيره ، وهذا كله وهم ، والصحيح الأول .

                                                                                              و ( ابن خطل ) هو هلال بن خطل ، وقيل عبد العزى ابن خطل - هذا قول ابن إسحاق وجماعة ، وقال الزبير بن بكار : ابن خطل الذي أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتله يوم الفتح هو هلال بن عبد الله بن عبد مناف بن أسعد بن جابر بن كثير بن تيم بن غالب بن فهر . قال : وعبد الله هو الذي يقال له خطل ، ولأخيه عبد العزى بن عبد مناف أيضا خطل - هما جميعا الخطلان ; قاله أبو عمر . وكان قد أسلم وهاجر ، فاستكتبه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ارتد ، فقتل رجلا كان يخدمه وفر إلى مكة ، وجعل يسب النبي - صلى الله عليه وسلم - ويهجوه . وفيه دليل على صحة مذهب الجمهور في أن الحدود تقام بالحرم كما تقدم .




                                                                                              الخدمات العلمية