الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والتضحية بالبدن أفضل ، ثم بالبقر ، ثم بالشاة والشاة أفضل من مشاركة ستة في البدنة أو البقرة ، والضأن أفضل من المعز قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير الأضحية الكبش الأقرن والبيضاء أفضل من الغبراء ، والسوداء وقال أبو هريرة البيضاء أفضل في الأضحى من دم سوداوين وليأكل منه إن كانت من هدي التطوع ولا يضحين بالعرجاء والجدعاء والعضباء والجرباء والشرقاء والخرقاء والمقابلة والمدابرة والعجفاء والجدع في الأنف والأذن للقطع منهما والعضب في القرن ، وفي نقصان القوائم والشرقاء المشقوقة الأذن من فوق والخرقاء من أسفل والمقابلة المخروقة في الأذن من قدام ، والمدابرة من خلف والعجفاء المهزولة التي لا تنقى أي لا مخ فيها من الهزال

التالي السابق


(والتضحية بالبدن أفضل، ثم بالبقر، ثم بالشاء) على هذا الترتيب، وفي القوت: أفضل الهدي بدنة، ثم بقرة، ثم كبش أقرن أبيض، ثم الثني من المعز، وإن ساق هديه من الميقات فهو أفضل من حيث لا يكره ولا يجهده اهـ .

وفي حديث جابر: فنحر صلى الله عليه وسلم ثلاثا وستين بدنة، ثم أعطى عليا فنحر ما بقي وأشركه في هديه وما بقي سبع وثلاثون بدنة; لأن الكل كانت مائة قال ابن حبان: والحكمة في أنه صلى الله عليه وسلم نحر ثلاثا وستين بدنة أنه كان له يومئذ ثلاث وستون سنة، فنحر لكل سنة بدنة، (والشاة أفضل من مشاركة ستة في البدنة أو البقرة، والضأن أفضل من المعز) ، وكل ذلك تقدم الكلام عليه في صلاة العيدين وفي أواخر أسرار الصلاة (قال صلى الله عليه وسلم: خير الأضحية الكبش الأقرن ) ، قال للعراقي: رواه أبو داود من حديث عبادة بن الصامت، والترمذي، وابن ماجه من حديث أبي أمامة، قال الترمذي: غريب، وعفير يضعف في الحديث، (والبيضاء أفضل من الغبراء، والسوداء قال أبو هريرة - رضي الله عنه - البيضاء أفضل في الأضاحي من دم سوداوين) ، تقدم الكلام عليه في فصل العيدين، (وليأكل من ذبيحته إن كانت من هدي التطوع ) ، وفي القوت: وأحب أن يذبح وإن لم يجب عليه، ويجتنب الأكل من ذبح ما كان واجبا عليه مثل نسك قران، أو متعة، أو كفارة، أو استحب أن يأكل مما لم يكن عليه واجبا، ثم شرع المصنف في ذكر المعايب الثمانية المنهي عنها في الذبيحة والأضحية في الآثار، فقال: (ولا يضحين بالجدعاء والعضباء والشرقاء والخرقاء والمقابلة والمدابرة والعجفاء) ، ثم شرع في تفسير هذه الألفاظ اللغوية، فقال: (والجدع) بفتح الجيم والدال المهملة، وآخره عين مهملة، (في الأذن والأنف القطع منهما) ، وفي القوت: فيهما، وفي المصباح: جدعت الأنف جدعا من باب " نفع" قطعته، وكذا الأذن واليد والشفة، وجدعت الشاة جدعا من باب " تعب" قطعت أذنها من أصلها فهي جدعاء، (والعضب) بفتح العين المهملة، وسكون الضاد المعجمة، الكسر (في القرن، وفي نقصان القوائم) ، هكذا هو في القوت، وفي المصباح عضبت الشاة والناقة أيضا شق أذنها وهو أعضب، وهي عضباء مثل أحمر وحمراء، وعضبت الشاة عضبا من باب تعب انكسر قرنها، وبعضهم يزيد الداخل وقوله: وفي نقصان القوائم كأنه مأخوذ من قولهم: رجل معضوب أي زمن لا حراك به كأن الزمانة عضبته ومنعته الحركة، وناقص القوائم هكذا حاله، (والشرقاء المشقوقة الأذن من فوق) هكذا هو في القوت، وفي المصباح شرقت الدابة شرقا من باب تعب إذا كانت مشقوقة الأذن باثنتين فهي شرقاء (والخرقاء) المشقوقة الأذن (من أسفل) كذا في القوت .

وفي المصباح خرقت الشاة خرقا من باب تعب إذا كان في أذنها خرق وهو ثقب [ ص: 399 ] مستدير فهي خرقاء، (والمقابلة المخروقة الأذن من قدام، والمدابرة) المخروقة الأذن (من خلف) كذا في القوت، وفي المصباح: المقابلة على صيغة المفعول الشاة التي قطع من أذنها قطعة ولم تبن وتبقى معلقة من قدام فإن كانت من أخرى فهي المدابرة .

وقال الأصمعي: المقابلة والمدابرة هي التي قطع من أذنها سواء بان أم لا (والعجفاء المهزولة التي لا تنقي أي لا) نقي بكسر النون، وسكون القاف أي لا (مخ لها من الهزال) ، وأنقت الدابة تنقي إذا كثر نقيها من سمنها، وقد عجفت الشاة عجفا .



(تنبيه)

في بيان مكان النحر في الحج والعمرة في الصحيحين من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نحرت ههنا ومنى كلها تنحر، فانحروا في رحالكم، وأخرجه أبو داود وزاد: وكل فجاج مكة طريق ومنحر، وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منى فأتى الجمرة فرماها، ثم أتى منزله بمنى فنحر. أخرجاه، وعن مالك أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: منى هذا المنحر، وكل منى منحر وفي العمرة هذا المنحر يعني المروة، وكل فجاج مكة وطرقها منحر، وعن ابن عمر أنه كان ينحر في منحر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنه أنه كان يبعث هديه من جمع آخر الليل حتى يدخل به منحر رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجهما البخاري، وفيه حث على النحر في منحر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وعن ابن عباس قال: نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم في منحر إبراهيم الذي نحر فيه الكبش، فاتخذوه منحرا، وهو المنحر الذي ينحر فيه الخلفاء اليوم، فقال: هذا المنحر وكل منى منحر، وقال ابن عباس: تقول اليهود: إن المفدى إسحاق، وكذبت إنما هو إسماعيل. أخرجه أبو ذر الهروي، وعنه قال: الصخرة التي بمنى بأصل ثبير هي: الصخرة التي ذبح عليها إبراهيم فداء إسماعيل أو إسحاق وهو الكبش الذي قربه ابن آدم فقبل منه كان مخزونا حتى فدى به إسماعيل أو إسحاق وكان أعين أقرن له ثغاء، أخرجه أبو سعد في شرف النبوة .




الخدمات العلمية