الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2663 [ ص: 141 ] ص: فقد تواترت هذه الآثار عن رسول الله - عليه السلام - بما يدل على أن بني آدم لا يقطعون الصلاة ، وقد جعل كل مار بين يدي المصلي في حديث ابن عمر وأبي سعيد ، عن النبي - عليه السلام - شيطانا ، وأخبر أبو ذر عن النبي - عليه السلام - أن الكلب الأسود إنما يقطع الصلاة لأنه شيطان ; فكانت العلة التي لها جعلت لقطع الصلاة قد جعلت في بني آدم أيضا ، وقد ثبت عن النبي - عليه السلام - أنهم لا يقطعون الصلاة ; فدل أن كل مار بين يدي المصلي مما سوى بني آدم كذلك أيضا لا يقطع الصلاة .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي فقد تكاثرت وتتابعت ، وأراد بهذه الآثار : الأحاديث التي رواها عن عائشة وعلي وأم سلمة وميمونة بنت الحارث - رضي الله عنهم - ، يعني أحاديث هؤلاء تواردت بدلالتها على أن مرور بني آدم بين يدي المصلي لا يقطع الصلاة .

                                                قوله : "وقد جعل كل مار . . . " إلى آخره ، بيانه أن النبي - عليه السلام - جعل كل مار بين يدي المصلي -من بني آدم وغيرهم من الحيوان- شيطانا ، وذلك في حديث عبد الله بن عمر وحديث أبي سعيد الخدري ، وقد كان أخبر أبو ذر الغفاري عن النبي - عليه السلام - أن الكلب الأسود إنما يقطع الصلاة لأنه شيطان فصارت العلة في الجميع كون المار شيطانا ، وقد ثبت عن النبي - عليه السلام أن بني آدم لا يقطعون الصلاة ، فكذلك ينبغي أن لا يقطع مرور غيرهم من الحيوانات ، نظرا على ذلك وقياسا عليه ، لعموم علة القطع في الكل .

                                                قوله : "فكانت العلة التي لها " أي للحيوانات من غير بني آدم .

                                                وقوله : "قد جعلت في بني آدم " أيضا خبر "كانت " فافهم .

                                                قوله : "فدل . . . إلى آخره " نتيجة مترتبة على ما قبله من الكلام .




                                                الخدمات العلمية