الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2902 ص: وأما وجهه من طريق النظر ، فإنا رأينا الأطفال يغسلون باتفاق المسلمين ، وقد رأينا البالغين كل من غسل منهم صلي عليه ، ومن لم يغسل من الشهداء ففيه اختلاف ، فمن الناس من يصلي عليه ومنهم من لا يصلي عليه ; فكان الغسل لا يكون إلا وبعده صلاة ، وقد تكون صلاة ولا غسل قبلها ، فلما كان الأطفال يغسلون كما يغسل البالغون ; ثبت أنه يصلى عليهم كما يصلى على البالغين .

                                                فهذا هو النظر في هذا الباب ، وقد وافق ما جرت عليه عادة المسلمين من الصلاة على الأطفال ، وهو قول أبي حنيفة ، وأبي يوسف ، ومحمد رحمهم الله .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي وأما وجه هذا الباب من طريق النظر والقياس : أن يقال : كل من يغسل من الموتى يصلى عليه ، فالطفل يغسل بالإجماع فيصلى عليه ، وكل من لا يغسل لا يصلى عليه إلا الشهيد ، فإنه لا يغسل ولكن يصلى عليه ، وقد ذكرنا أنه في حكم المغسول فيصلى عليه ، ولكن فيه خلاف أشار إليه بقوله : "فمن الناس من يصلي [ ص: 429 ] عليه " وأراد بهم أبا حنيفة وأصحابه ، "ومنهم من لا يصلي عليه " وأراد بهم : الشافعي ومالكا وأحمد ; فإنهم قالوا : لا يصلى عليه .




                                                الخدمات العلمية