الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2898 ص: حدثنا أحمد بن داود ، قال : ثنا حرملة بن يحيى ، قال : ثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن عمارة بن غزية ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أبيه : " أن أبا طلحة دعا رسول الله - عليه السلام - إلى عمير بن أبي طلحة حين توفي ، فأتاهم فصلى عليه رسول الله - عليه السلام - ، فكان أبو طلحة وراءه ، وأم سليم وراء أبي طلحة ، لم يكن معهم غيرهم " . [ ص: 423 ] وإنما كان تزويج أبي طلحة أم سليم بعد قدوم النبي - عليه السلام - المدينة بمدة ، وعمير ولده منها في ذلك النكاح توفي وهو طفل ، فهذا أخوه عبد الله بن أبي طلحة يذكر أن رسول الله - عليه السلام - صلى عليه .

                                                التالي السابق


                                                ش: حرملة بن يحيى بن عبد الله التجيبي المصري شيخ مسلم وابن ماجه ، قال الحسن بن سفيان : هو صدوق . ويقال : إن الشافعي رحمه الله نزل عنده لما قدم مصر وروى عن الشافعي من الكتب ما لم يروه الربيع ، وهو ممن أخذ عن الشافعي بمصر وكتب كتبه وتفقه له ولم يخالف مذهبه ، ولد سنة ست وستين ومائة ، ومات سنة ثلاث وأربعين ومائتين بمصر ، وكان أسن أصحاب الشافعي .

                                                وابن وهب هو عبد الله بن وهب المصري روى له الجماعة ، وعمرو بن الحارث المصري روى له الجماعة ، وعمارة بن غزية بن الحارث الأنصاري المدني روى له الجماعة البخاري مستشهدا ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة زيد بن سهل ، وهو أخو أنس بن مالك لأمه ، وأمهما أم سليم بنت ملحان ، حنكه النبي - عليه السلام - وسماه عبد الله ، ذكره ابن حبان في "الثقات " من التابعين ، وروى له مسلم والنسائي .

                                                وأبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود النجاري الأنصاري ، شهد العقبة وبدرا وأحدا والمشاهد كلها مع النبي - عليه السلام - وهو أحد النقباء .

                                                واستفيد منه : أن الطفل يصلى عليه لأن عبد الله بن أبي طلحة ذكر في حديثه هذا أن رسول الله - عليه السلام - صلى على أخيه عمير حين توفي وأن المرأة تتأخر عن الرجل في الصلاة ومكانها وراء الرجل ، وفيه دلالة على جواز الإعلام بالميت للأئمة وطلبهم إلى الصلاة عليه .

                                                قوله : "وإنما كان تزويج أبي طلحة أم سليم . . . " إلى آخره ، وأم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد الأنصارية أم أنس بن مالك وأخت أم حرام بنت ملحان ، لها صحبة ، يقال : إنها الغميصاء ، ويقال : الرميصاء ، كانت تحت مالك بن النضر [ ص: 424 ] في الجاهلية فولدت له أنسا ، فلما جاء الله بالإسلام أسلمت مع قومها ، وعرضت الإسلام على زوجها فغضب عليها وخرج إلى الشام فهلك هناك ، ثم خلف عليها بعده أبو طلحة الأنصاري خطبها مشركا ، فلما علم أنه لا سبيل له عليها إلا بالإسلام أسلم وتزوجها وحسن إسلامه ، فولد له منها غلام كان قد أعجب به فمات صغيرا ، فأسف عليه . قاله ابن عبد البر ، ويقال : إنه أبو عمير صاحب النغير ، ثم ولدت له عبد الله بن أبي طلحة فبورك فيه ، وهو والد إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الفقيه ، وقد ذكرناه الآن .




                                                الخدمات العلمية