الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2733 ص: حدثنا علي بن معبد ، قال : ثنا محمد بن جعفر المدائني ، قال : ثنا شعبة ، عن عيينة بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، قال : " كنا في جنازة عبد الرحمن بن سمرة ، أو عثمان بن أبي العاص ، فكانوا يمشون بها مشيا لينا ، فكأن أبا بكرة انتهرهم ورفع عليهم صوته ، وقال : لقد رأيتنا نرمل بها مع النبي - عليه . السلام - " .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح ، ومحمد بن جعفر روى له مسلم والترمذي ، وعيينة -بضم العين المهملة ، وفتح الياء آخر الحروف الأولى ، وسكون الثانية ، وفتح النون- بن عبد الرحمن جوشن الغطفاني الجوشني البصري وثقه ابن معين ، وقال أحمد : ليس به بأس ، صالح الحديث . روى له الترمذي وأبو داود وابن ماجه .

                                                وأبوه عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني صهر أبي بكرة على ابنته ، وثقه أبو زرعة ، وروى له الأربعة . وأبو بكرة نفيع بن الحارث الثقفي الصحابي - رضي الله عنه - .

                                                وأخرجه أبو داود : ثنا مسلم بن إبراهيم ، نا شعبة ، عن عيينة بن عبد الرحمن ، عن أبيه : "أنه كان في جنازة عثمان بن أبي العاص ، وكنا نمشي مشيا خفيفا ، فلحقنا أبو بكرة ، فرفع سوطه ، فقال : لقد رأيتنا ونحن مع رسول الله - عليه السلام - نرمل رملا " .

                                                وأخرج من طريق آخر وفيه : "في جنازة عبد الرحمن بن سمرة " .

                                                وقال النووي : إسناده صحيح . [ ص: 226 ] وأخرجه الحكم في "مستدركه " : في الفضائل وسكت عنه .

                                                قوله : "انتهرهم " أي : زجرهم .

                                                قوله : "ورفع عليهم صوته " هكذا هو في نسخ الطحاوي ، وفي رواية أبي داود "سوطه " .

                                                وفي رواية له : "فحمل عليهم بغلته وأهوى بالسوط " .

                                                وفي رواية الطيالسي : "وشد عليهم بالسوط " .

                                                قال : ثنا عيينة بن عبد الرحمن ، عن أبيه قال : "كنت في جنازة عبد الرحمن بن سمرة ، فجعل زياد ورجال من مواليه يمشون على أعقابهم أمام السرير يقولون : رويدا رويدا ، بارك الله فيكم ، فلحقهم أبو بكرة فحمل عليهم البغلة ، وشد عليهم بالسوط ، وقال : خلوا ، والذي كرم وجه أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - لقد رأيتنا على عهده لنكاد أن نرمل بها رملا " .

                                                وأخرجه البيهقي في "سننه " : من طريقه .

                                                قوله : "لقد رأيتنا " بضم التاء أي رأيت أنفسنا .

                                                قوله : "نرمل بها " أي نسرع بها ، من رمل يرمل ، من باب نصر ينصر رملا ورملانا : إذا أسرع في المشي وهز منكبيه .




                                                الخدمات العلمية