الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2714 ص: وحجة أخرى : أنا قد رأينا أصحاب رسول الله - عليه السلام - لما أسلموا لم يأمرهم النبي - عليه السلام - بطرح نعالهم وخفافهم وأنطاعهم التي كانوا اتخذوها في حال جاهليتهم ، وإنما كان ذلك من ميتة أو من ذبيحة ، فذبيحتهم إنما كانت ذبيحة أهل الأوثان ، فهي في حرمتها على أهل الإسلام كحرمة الميتة ، فلما لم يأمرهم النبي - عليه السلام - بطرح ذلك ، وترك الانتفاع به ثبت أن ذلك قد كان خرج من حكم الميتة ونجاستها بالدباغ ، إلى حكم سائر الأمتعة وطهارتها ، وكذلك كانوا مع رسول الله - عليه السلام - إذا افتتحوا بلادا من بلاد المشركين لا يأمرهم بأن يتحاموا خفافهم ونعالهم وأنطاعهم وسائر جلودهم فلا يأخذوا من ذلك شيئا ، بل كان لا يمنعهم من شيء من ذلك ، فذلك دليل على طهارة الجلود بالدباغ .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي دليل آخر في طهارة الجلود بالدباغ ، وهو ظاهر .

                                                قوله : "إنا قد رأينا " يجوز فيه الكسر والفتح ، فالفتح على أنه في محل الرفع على الابتداء ، وخبره قوله : "حجة أخرى " مقدما ، والكسر على أنه ابتداء كلام .

                                                وقوله : "حجة أخرى " خبر مبتدأ محذوف ، أي وهذه حجة أخرى ، أو يكون التقدير : خذ حجة أخرى ، فحينئذ يتعين النصب على المفعولية .

                                                قوله : "ذبيحة أهل الأوثان " لأنهم لم يكونوا أهل كتاب .

                                                قوله : "وكذلك كانوا " أي الصحابة - رضي الله عنهم - ، وهذه إشارة إلى حجة أخرى . [ ص: 195 ] قوله : "بأن يتحاموا " أي يجتنبوا .

                                                قوله : "فلا يأخذوا " عطف على قوله : "بأن يتحاموا " .




                                                الخدمات العلمية