الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( ويحرم ) وشق و ( بغل ) للنهي الصحيح عنه كالحمار يوم خيبر ولتولده بين حلال وحرام ومن ثم لو تولد بين فرس وحمار وحشي مثلا حل اتفاقا ( وحمار أهلي ) لما ذكر ( وكل ذي ناب ) قوي بحيث يعدو به ( من السباع ومخلب ) بكسر فسكون وهو للطير كالظفر للإنسان ( من الطير ) للنهي الصحيح عنهما فالأول ( كأسد ) وفهد ( ونمر وذئب ودب وفيل وقرد و ) الثاني نحو ( باز وشاهين وصقر ) عام بعد خاص لشموله للبزاة والشواهين وغيرها من كل ما يصيد وهو بالسين والصاد والزاي

                                                                                                                              ( ونسر ) بتثليث أوله والفتح أفصح ( وعقاب ) بضم أوله وجميع جوارح الطير وقال جمع بحرمة النسر لاستخباثه لا لأن له مخلبا وإنما له ظفر كظفر الدجاجة ( وكذا ابن آوى ) بالمد وهو كريه الريح طويل المخالب والأظفار يعوي ليلا إذ استوحش بما يشبه صياح الصبيان فيه شبه من الذئب والثعلب وهو فوقه ودون الكلب لاستخباثه وعدوه بنابه ( وهرة وحش في الأصح ) لعدوها وكذا أهلية قيل جزما وقيل فيها الخلاف وكذا النمس

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              ( قوله : وهرة وحش ) قال في شرح الروض وفارق الهر الوحش الحمار الوحشي حيث ألحق بالهر الأهلي لشبهه به لونا وصورة وطبعا فإنه يتلون بألوان مختلفة ويستأنس بالناس بخلاف الحمار الوحشي مع [ ص: 381 ] الأهلي ا هـ .



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله وشق ) وهو حيوان يتخذ من جلده فرو ا هـ . أو قيانوس

                                                                                                                              ( قوله مثلا ) أي أو بقر ا هـ مغني ( قوله حل اتفاقا ) أي ؛ لأنهما مأكولان . ا هـ ع ش ( قوله لما ذكر ) أي من النهي الصحيح عنه

                                                                                                                              ( قوله وهو للطير إلخ ) عبارة النهاية والمغني أي ظفر . ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله فالأول ) أي ذو الناب ( قوله وفهد ) عبارة المغني ومن ذي الناب الكلب والخنزير والفهد بفتح الفاء وكسرها مع كسر الهاء وإسكانها والببر بباءين موحدتين الأولى مفتوحة والثانية ساكنة وهو ضرب من السباع يعادي الأسد من العدو لا من المعاداة ويقال له الفرانق بضم الفاء وكسر النون شبيهة بابن آوى ا هـ .

                                                                                                                              ( قول المتن ونمر ) بفتح النون وكسر الميم وبإسكان الميم مع ضم النون وكسرها حيوان معروف أخبث من الأسد سمي بذلك لتنمره واختلاف لون جسده يقال تنمر فلان أي تنكر وتغير ؛ لأنه لا يوجد غالبا إلا غضبانا معجبا بنفسه ذو قهر وسطوات عنيدة ووثبات شديدة إذا شبع نام ثلاثة أيام وفيه رائحة طيبة . ا هـ مغني ( قول المتن ودب ) بضم الدال المهملة والأنثى دبة . ا هـ مغني ( قوله والثاني ) أي ذي المخلب ( قول المتن وصقر ) بفتح فسكون كل شيء يصيد من البزاة والشواهين . ا هـ قاموس ( قوله بحرمة النسر ) الأولى أن حرمة النسر كما في النهاية ( قوله وهو ) أي ابن آوى فوقه أي الثعلب ( قوله وكذا أهلية إلخ ) عبارة المغني واحترز بالوحشية عن الأهلية فإنها حرام أيضا على الصحيح ففي الحديث أنها سبع وقيل تحل لضعف نابها .

                                                                                                                              ( تنبيه ) قال الدميري لو قال المصنف وهرة وحذف لفظ وحش لكان أشمل وأخصر .

                                                                                                                              ا هـ وقد يعتذر باختلاف التصحيح كما علم من التقرير وإن أوهم كلامه الجزم بحرمتها وأما ابن مقرض وهو بضم الميم وكسر الراء وبكسر الميم وفتح الراء الدلق بفتح اللام فلا يحرم ؛ لأن العرب تستطيبه ونابه ضعيف . ا هـ بحذف وقوله فلا يحرم خلافا للنهاية عبارته ويحرم النمس ؛ لأنه يفترس الدجاج وابن مقرض على الأصح . ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله وكذا النمس ) وهو دويبة نحو الهرة يأوي البساتين غالبا والجمع نموس مثل حمل [ ص: 381 ] وحمول مصباح . ا هـ ع ش




                                                                                                                              الخدمات العلمية