الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - ( مسألة ) : المختار أنه - عليه السلام - بعد البعث متعبد بما لم ينسخ .

            لنا : ما تقدم ، والأصل بقاؤه .

            وأيضا : الاتفاق على الاستدلال بقوله : ( النفس بالنفس ) .

            وأيضا : ثبت أنه قال - صلوات الله عليه : " من نام عن صلاة أو نسيها ، فليصلها إذا ذكرها " ، وتلا : ( وأقم الصلاة لذكري ) . وهي لموسى ، عليه السلام . وسياقه يدل على الاستدلال به .

            التالي السابق


            ش - اختلفوا أن الرسول - عليه السلام - بعد البعثة ، هل هو متعبد بشرع من قبله أم لا ؟

            [ ص: 271 ] والمختار عند المصنف أنه - عليه السلام - بعد البعثة متعبد بشرع من قبله فيما لم ينسخ من الأحكام الباقية في شريعته .

            واحتج عليه بثلاثة وجوه :

            الأول : ما تقدم من أن الرسول - عليه السلام - قبل البعثة متعبد بشرع من قبله ، والأصل بقاء تعبده على ما كان ، ما لم يظهر معارض له .

            الثاني : أن الإجماع منعقد على صحة الاستدلال بقوله - تعالى : ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس ) ، وهو من أحكام التوراة .

            ولولا التعبد بعد البعثة بشرع من قبله ، لما صح هذا الاستدلال .

            الثالث : أنه قال - صلوات الله وسلامه عليه : " من نام عن صلاة أو نسيها ، فليصلها إذا ذكرها " ، وتلا قوله - تعالى : وأقم الصلاة لذكري .

            [ ص: 272 ] وهذه الآية خطاب لموسى ، عليه السلام .

            وسياق كلام النبي - عليه السلام - من تلاوة ما أوجب على موسى ، بعد إيجابه مثله على الأمة يدل على الاستدلال به . ولولا التعبد بعد البعثة بشرع من قبله ، لما قرأها الرسول - عليه السلام - في معرض الاستدلال به .




            الخدمات العلمية