الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - المصوبة قالوا : لو كان المصيب واحدا ، لوجب النقيضان ، إن كان المطلوب باقيا ، أو وجب الخطأ ، إن سقط [ ص: 320 ] الحكم المطلوب .

            وأجيب بثبوت الثاني بدليل أنه لو كان فيها نص أو إجماع ، ولم يطلع عليه بعد الاجتهاد ، وجب مخالفته ، وهو خطأ ، فهذا أجدر .

            قالوا : قال : " بأيهم اقتديتم اهتديتم " . ولو كان أحدهما مخطئا ، لم يكن هدى .

            وأجيب بأنه هدى ; لأنه فعل ما يجب عليه من مجتهد أو مقلد .

            التالي السابق


            ش - احتجت المصوبة بوجهين :

            الأول : لو كان المصيب واحدا ; لوجب النقيضان ، أو وجب الخطأ ، والتالي باطل .

            أما الملازمة ; فلأن المجتهد إذا أدى اجتهاده إلى خلاف الحكم المطلوب ، فلا يخلو إما أن يكون الحكم المطلوب باقيا على المجتهد أو سقط عنه ، فإن كان باقيا عليه ، يلزم اجتماع النقيضين ، وإن سقط عنه ، يلزم وجوب الخطأ ; لأن ما أدى إليه اجتهاده ليس ثابتا في نفس الأمر .

            أجاب بالتزام الثاني ، فإنه جاز وجوب الخطأ .

            وذلك لأنه لو كان في المسألة نص أو إجماع ، وسعى المجتهد [ ص: 321 ] في طلبه ، ولم يطلع عليه بعد استفراغ الوسع في طلبه ، وجب عليه الأخذ بموجب ظنه ، مع أن موجب ظنه خطأ بالاتفاق ; لكونه مخالفا للنص أو الإجماع .

            وإذا وجب الخطأ في صورة وجد النص فيها ، فوجب الخطأ فيما نحن فيه أولى ; لأنه لا نص فيه .

            الثاني : أنه - عليه السلام - قال : " أصحابي كالنجوم ، بأيهم اقتديتم اهتديتم " . يقتضي تصويب كل واحد من المجتهدين ; لأن الصحابة قد يختلف اجتهادهم ، فلو كان بعضهم مخطئا ، لم يكن الاقتداء به اهتداء ، بل ضلالة .

            أجاب بأن كون الاجتهاد خطأ ، لا ينافي كونه هدى ; لأن العمل بالاجتهاد واجب على المجتهد وعلى من قلده ، والهدى فعل ما يجب على المكلف ، سواء كان مجتهدا أو مقلدا ، فيكون الاقتداء بهم اهتداء ، وإن كان اجتهادهم خطأ .




            الخدمات العلمية