الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( كف ) الكاف والفاء أصل صحيح يدل على قبض وانقباض . من ذلك الكف للإنسان ، سميت بذلك لأنها تقبض الشيء . ثم تقول : كففت فلانا عن الأمر وكفكفته . ويقال للرجل يسأل الناس : هو يستكف ويتكفف . الأصل هذا ، ثم يفرقون بين الكلمات تختلف في بعض المعنى والقياس واحد [ ص: 130 ] كان الأصمعي يقول : كل ما استطال فهو كفة بضم الكاف [ نحو كفة ] الثوب ونحوه وهو حاشيته ، وإنما [ قيل لها ] كفة لأنها مكفوفة ، وكذلك كفة الرمل . قال : وكل ما استدار فهو كفة ، نحو كفة الميزان وكفة الصائد ، وهي حبالته . والكلمتان وإن اختلفتا في الذي قاله الأصمعي فقياسهما واحد . والمكفوف : الأعمى . فأما الكفف في الوشم ، فهي دارات تكون فيه . ويقال : استكف القوم حول الشيء ، إذا داروا به ناظرين إليه . قال ابن مقبل :

                                                          بدا والعيون المستكفة تلمح

                                                          فأما قول حميد :

                                                          إلى مستكفات لهن غروب

                                                          فقال قوم : هي العيون . وقال قوم : هي إبل مجتمعة . والغروب : الظلال . واستكففت الشيء ، وهو أن تضع يدك على حاجبيك كالذي يستظل من الشمس ينظر إلى شيء هل يراه ، وإنما سمي استكفافا لوضعه كفه على حاجبه . ويقولون : لقيته كفة كفة ، إذا فاجأته ، كأن كفك مست كفه . والله أعلم بالصواب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية