الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( لمع ) اللام والميم والعين أصل صحيح يدل على إضاءة الشيء بسرعة ، ثم يقاس على ذلك ما يجري مجراه . من ذلك : لمع البرق وغيره ، إذا أضاء ، فهو لامع . ولمع السيف وما أشبه ذلك . ويقال للسراب يلمع . كأنه سمي بحركته ولمعانه . ويشبه به الرجل الكذاب . قال الشاعر :


                                                          إذا ما شكوت الحب كيما تثيبني بودي قالت إنما أنت يلمع

                                                          ويقال : ألمعت الناقة ، إذا رفعت ذنبها فعلم أنها لاقح . قال الأعشى :

                                                          ملمع ، وقال بعضهم : كل حامل اسودت حلمة ثديها فهي ملمع . وإنما هذا أنه يستدل بذلك على حملها ، فكأنها قد أبانت عن حالها ، كالشيء اللامع . واللماع : جمع لمعة ، وهي البقعة من الكلأ . ويقولون - وليس بذلك الصحيح - إن اللمعة : الجماعة من الناس . واللماعة : الفلاة . قال :

                                                          [ ص: 212 ]

                                                          ولماعة ما بها من علام     ولا أمرات ولا نهي ماء

                                                          واللماعة : العقاب ، لأنها تلمع بأجنحتها . فأما قولهم : التمعت الشيء ، إذا اختلسته ، فمحمول على ما قلناه من الخفة والسرعة . وكذلك ألمعت به المنية : ذهبت به . والألمعي : الرجل الذي يظن الظن فلا يكاد يكذب . ومعنى ذلك أن الغائبات عن عينه كاللامعة ، فهو يراها . قال :


                                                          الألمعي الذي يظن لك الظ     ن كأن قد رأى وقد سمعا

                                                          .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية