الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( قتل ) القاف والتاء واللام أصل صحيح يدل على إذلال وإماتة . يقال : قتله قتلا . والقتلة : الحال يقتل عليها . يقال قتله قتلة سوء . والقتلة : المرة الواحدة . ومقاتل الإنسان : المواضع التي إذا أصيبت قتله ذلك . ومن ذلك : قتلت الشيء خبرا وعلما . قال الله سبحانه : وما قتلوه يقينا . [ ويقال : تقتلت الجارية للرجل حتى عشقها ، كأنها خضعت له . قال ] :


                                                          تقتلت لي حتى إذا ما قتلتني تنسكت ، ما هذا بفعل النواسك

                                                          [ ص: 57 ] وأقتلت فلانا : عرضته للقتل . وقلب مقتل ، إذا قتله العشق . قال امرؤ القيس :


                                                          وما ذرفت عيناك إلا لتضربي     بسهميك في أعشار قلب مقتل

                                                          قال أهل اللغة : يقال قتل الرجل ، فإن كان من عشق قيل : اقتتل ، وكذلك إذا قتله الجن : قال ذو الرمة :


                                                          إذا ما امرؤ حاولن أن يقتتلنه     بلا إحنة بين النفوس ولا ذحل

                                                          وقتلت الخمر بالماء ، إذا مزجت; وهذه من حسن الاستعارة . قال :


                                                          إن التي عاطيتني فرددتها     قتلت قتلت فهاتها لم تقتل

                                                          ومما شذ عن هذا الباب ويمكن أن يقاس عليه بلطف نظر : القتل : العدو ، وجمعه أقتال . قال :


                                                          واغترابي عن عامر بن لؤي     في بلاد كثيرة الأقتال

                                                          ووجه قياسه أن يجعل القتل هو الذي يقاتل كالسب الذي [ يساب ] . وليس هذا ببعيد . وقولهم : هما قتلان ، أي مثلان ، وهو من هذا . فأما القتال فيقال هي النفس ، يقال : ناقة ذات قتال ، إذا كانت وثيقة . وقال بعض أهل العلم : هذا إبدال ، والأصل الكتال . وهو يدل على تجمع الجسم ، يقال : تكتل الشيء ، إذا تجمع . وهذا وجه جيد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية