الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( قرح ) القاف والراء والحاء ثلاثة أصول صحيحة : أحدها يدل على ألم بجراح أو ما أشبهها ، والآخر يدل على شيء من شوب ، والآخر على استنباط شيء .

                                                          فالأول القرح : قرح الجلد يجرح . والقرح : ما يخرج به من قروح تؤلمه . قال الله تعالى : إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله . يقال قرحه ، إذا جرحه ، والقريح : الجريح . والقرح : الذي خرجت به القروح .

                                                          والأصل الثاني : الماء القراح : الذي لا يشوبه غيره . قال :


                                                          بتنا عذوبا وبات البق يلسبنا نشوي القراح كأن لا حي بالوادي

                                                          [ ص: 83 ] والأرض القراح : الطيبة التربة : التي لا يخلط ترابها شيء . ومن الباب : رجل قرحان وقوم قرحانون ، إذا لم يصبهم جدري ولا مرض . وهذا من الماء القراح والأرض القراح . والقرواح مثل القراح . ويقال : القرواح : الواسعة . وهو قريب من الأول ، لأنه تشوبها حزونة .

                                                          والأصل الثالث القريحة ، وهو أول ما يستنبط من البئر ، ولذلك يقال : فلان جيد القريحة; يراد به استنباط العلم . ومنه اقترحت الجمل : ركبته قبل أن يركب . واقترحت الشيء : استنبطته عن غير سماع .

                                                          ومما شذ عن هذه الأصول الثلاثة : القارح من الدواب : ما انتهى سنه . قال الفراء : قرح يقرح قروحا ، من خيل قرح . وكل الأسنان بالألف ، مثل أثنى وأربع ، إلا قرح .

                                                          ومن الشاذ القرحة : ما دون الغرة من البياض بوجه الفرس . قال : وروضة قرحاء : في وسطها نور أبيض . قال ذو الرمة :

                                                          حواء قرحاء أشراطية وكفت     بها الذهاب وحفتها البراعيم
                                                          ويقولون : قرح فلان فلانا بالحق ، إذا استقبله به . وهذا ممكن أن يكون من باب الإبدال ، والأصل قرعه . وممكن أن يكون كأنه جرحه بذلك .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية