الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( قري ) القاف والراء والحرف المعتل أصل صحيح يدل على جمع واجتماع . من ذلك القرية ، سميت قرية لاجتماع الناس فيها .

                                                          ويقولون : قريت الماء في المقراة : جمعته ، وذلك الماء المجموع قري . وجمع القرية قرى ، جاءت على كسوة وكسى . والمقراة : الجفنة ، سميت لاجتماع الضيف عليها ، أو لما جمع فيها من طعام .

                                                          ومن الباب القرو ، وهو كالمعصرة . قال :


                                                          أرمي بها البيداء إذ أعرضت وأنت بين القرو والعاصر

                                                          والقرو : حوض معروف ممدود عند الحوض العظيم ، ترده الإبل . ومن الباب القرو ، وهو كل شيء على طريقة واحدة . تقول : رأيت القوم على قرو واحد . وقولهم إن القرو : القصد; تقول : قروت وقريت ، إذا سلكت . وقال النابغة : يقروا الدكادك من ذنبان والأكما وهذا عندنا من الأول ، كأنه يتبعها قرية قرية . ومن الباب القرى : الظهر ، وسمي قرى لما اجتمع فيه من العظام . وناقة قرواء : شديدة الظهر . قال : [ ص: 79 ]     مضبورة قرواء هرجاب فنق
                                                          ولا يقال للبعير أقرى .

                                                          وإذا همز هذا الباب كان هو والأول سواء . يقولون : ما قرأت هذه الناقة سلى ، كأنه يراد أنها ما حملت قط . قال :


                                                          ذراعي عيطل أدماء بكر     هجان اللون لم تقرأ جنينا

                                                          قالوا : ومنه القرآن ، كأنه سمي بذلك لجمعه ما فيه من الأحكام والقصص وغير ذلك . فأما أقرأت المرأة فيقال إنها من هذا أيضا . وذكروا أنها تكون كذا في حال طهرها ، كأنها قد جمعت دمها في جوفها فلم ترخه . وناس يقولون : إنما إقراؤها : خروجها من طهر إلى حيض ، أو حيض إلى طهر . قالوا : والقرء : وقت ، يكون للطهر مرة وللحيض مرة . ويقولون : هبت الرياح لقارئها : لوقتها . وينشدون :


                                                          شنئت العقر عقر بني شليل     إذا هبت لقارئها الرياح

                                                          وجملة هذه الكلمة أنها مشكلة . وزعم ناس من الفقهاء أنها لا تكون إلا في الطهر فقالوا : . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . [ ص: 80 ] وهو من الباب الأول : القارئة ، وهو الشاهد . ويقولون : الناس قواري الله تعالى في الأرض ، هم الشهود . وممكن أن يحمل هذا على ذلك القياس ، أي إنهم يقرون الأشياء حتى يجمعوها علما ثم يشهدون بها .

                                                          ومن الباب القرة : المال ، من الإبل والغنم . والقرة : العيال . وأنشد في القرة التي هي المال :


                                                          ما إن رأينا ملكا أغارا     أكثر منه قرة وقارا

                                                          ومما شذ عن هذا الباب القارية ، طرف السنان . وحد كل شيء : قاريته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية