الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  256 12 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا الأعمش ، قال : حدثني سالم ، عن كريب ، عن ابن عباس ، قال : حدثتنا ميمونة قالت : صببت للنبي صلى الله عليه وسلم غسلا ، فأفرغ بيمينه على يساره فغسلهما ، ثم غسل فرجه ، ثم قال بيده الأرض فمسحها بالتراب ، ثم غسلها ، ثم تمضمض واستنشق ، ثم غسل وجهه وأفاض على رأسه ، ثم تنحى فغسل قدميه ، ثم أتي بمنديل فلم ينفض بها .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة .

                                                                                                                                                                                  ( بيان رجاله ) وهم سبعة : الأول : عمر بن حفص بن غياث بكسر الغين المعجمة ، وفي آخره ثاء مثلثة ، مات سنة ست وعشرين ومائتين . الثاني : أبوه حفص بن غياث بن طلق النخعي الكوفي ولي القضاء ببغداد أوثق أصحاب الأعمش ، ثقة فقيه عفيف حافظ مات سنة ست وتسعين ومائة . الثالث : سليمان الأعمش . الرابع : سالم بن أبي الجعد التابعي . الخامس : كريب . السادس : عبد الله بن عباس . السابع : ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنهم .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر لطائف إسناده ) فيه التحديث بصيغة الجمع في أربعة مواضع ، وبصيغة الإفراد في موضع واحد . وفيه : العنعنة في موضعين . وفيه : رواية التابعي عن التابعي . وفيه : رواية الصحابي عن الصحابية . وفيه : أن رواته ما بين كوفي ومدني . وفيه : حدثنا عمر بن حفص بن غياث في رواية الأكثرين ، وفي رواية الأصيلي : حدثنا عمر بن حفص ، أي : ابن غياث .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر معناه ) . قوله : " غسلا " بالضم ، أي : ماء للاغتسال . قوله : " ثم قال بيده الأرض " ، أي : ضرب بيده الأرض ، وقد ذكرنا عن قريب أن العرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال وتطلقه على غير الكلام ، وسيجيء في رواية في هذا الموضع : فضرب بيده الأرض . قوله : " ثم تنحى " ، أي : بعد عن مكانه . قوله : " بمنديل " بكسر الميم واشتقاقه من الندل ، وهو الوسخ ; لأنه يندل به ، ويقال : تندلت بالمنديل . قال الجوهري : ويقال أيضا : تمندلت به ، وأنكرها الكسائي ، ويقال : تمدلت ، وهو لغة فيه . قوله : " فلم ينفض بها " . زاد في رواية كريمة : قال أبو عبد الله يعني لم يتمسح ، وقال الجوهري : النفض التنشف ، وإنما أنث الضمير ; لأن المنديل في معنى الخرقة ، وعن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له خرقة يتنشف بها .

                                                                                                                                                                                  والأحكام المستنبطة منها قد ذكرت عن قريب .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية