الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  174 ( وقال أبو هريرة : لا وضوء إلا من حدث ) .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا التعليق وصله إسماعيل القاضي في الأحكام بإسناد صحيح من حديث مجاهد عنه موقوفا، ورواه أبو عبيد في كتاب الطهور بلفظ: لا وضوء إلا من حدث أو صوت أو ريح. وقال بعضهم: ورواه أحمد وأبو داود والترمذي من طريق شعبة، عن سهل بن أبي صالح، عن أبيه عنه مرفوعا، قلت: الذي رواه أبو داود غير ما روي عن أبي هريرة وخلافه على ما تقف عليه الآن، وقال الكرماني : معنى " لا وضوء إلا من حدث" لا وضوء إلا من الخارج من السبيلين، قلت: الحدث أعم من هذا، وكل واحد من الإغماء والنوم والجنون حدث، وجميع الأئمة يقولون: لا وضوء إلا من حدث، فإن اعتمد الكرماني في هذا [ ص: 50 ] التفسير على حديث أبي داود المرفوع فلا يساعده ذلك; لأن لفظ حديث أبي داود، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد حركة في دبره أحدث أو لم يحدث، فأشكل عليه فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا. فالحدث هنا خاص وهو سماع الصوت أو وجدان الريح وأثر أبي هريرة عام في سائر الأحداث; لأن قوله: من حدث لفظ عام لا يختص بحدث دون حدث.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية