الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  282 [ ص: 242 ] 37 - حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا هشام وشيبان ، عن يحيى ، عن أبي سلمة قال : سألت عائشة : أكان النبي صلى الله عليه وسلم يرقد وهو جنب ؟ قالت : نعم ويتوضأ .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة . قيل : أشار المصنف بهذه الترجمة إلى تضعيف ما رواه أبو داود وغيره من حديث علي رضي الله تعالى عنه مرفوعا : إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة ولا جنب " . قلت : هذا بعيد ; لأن المراد من هذا الجنب الذي يتهاون بالاغتسال ويتخذه عادة حتى تفوته صلاة أو أكثر وليس المراد منه من يؤخره ليفعله أو يكون المراد منه من لم يرفع حدثه كله أو بعضه ; لأنه إذا توضأ ارتفع بعض الحدث عنه ، والحديث المذكور صححه ابن حبان والحاكم ، والذي ضعفه قال في إسناده : نجي الحضرمي بضم النون وفتح الجيم لم يرو عنه غير ابنه عبد الله فهو مجهول لكن وثقه العجلي .

                                                                                                                                                                                  ذكر رجاله وهم ستة : أبو نعيم بضم النون الفضل بن دكين وهشام الدستوائي وشيبان بن عبد الرحمن النحوي المؤدب صاحب حروف وقراءات ، ويحيى بن أبي كثير ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف تقدموا بهذا الترتيب في كتاب العلم إلا هشاما فإنه مر في باب زيادة الإيمان .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر لطائف إسناده ) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين . وفيه : العنعنة في موضعين . وفيه : السؤال . وفيه : رواية ابن أبي شيبة بتحديث أبي سلمة . ورواه الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن ابن عمر ، رواه النسائي .

                                                                                                                                                                                  ذكر إعرابه . قوله : " أكان " : الهمزة فيه للاستفهام . قوله : " وهو جنب " ، جملة اسمية وقعت حالا من النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم . قوله : " ويتوضأ "عطف على محذوف تقديره : نعم ، يرقد ويتوضأ . فإن قلت : هل كان يتوضأ بعد الرقاد . قلت : الواو لا تدل على الترتيب والمعنى أنه يجمع بين الوضوء والرقاد ، ولمسلم من طريق الزهري عن أبي سلمة : كان إذا أراد أن ينام وهو جنب يتوضأ وضوءه للصلاة ، وهذا واضح لما قررنا ، فآل معنى رواية البخاري : نعم إذا أراد النوم يقوم ويتوضأ ، ثم يرقد ويوضح هذا أيضا حديث ابن عمر الذي ذكره البخاري عقيب هذا الحديث على ما يأتي عن قريب .

                                                                                                                                                                                  والذي يستنبط من هذا الحديث أن الجنب إذا أراد النوم يتوضأ ، ثم ينام ثم هذا الوضوء مستحب أو واجب ، يأتي الكلام فيه عن قريب .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية