الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  316 27 - حدثنا سعد بن حفص ، قال : حدثنا شيبان ، عن يحيى ، عن أبي سلمة ، عن زينب ابنة أبي سلمة حدثته أن أم سلمة قالت : حضت وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الخميلة ، فانسللت فخرجت منها ، فأخذت ثياب حيضتي ، فلبستها فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنفست؟ قلت : نعم ، فدعاني فأدخلني معه في الخميلة . قالت : وحدثتني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها ، وهو صائم ، وكنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد من الجنابة .

                                                                                                                                                                                  [ ص: 302 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 302 ] مطابقته للترجمة ظاهرة في الحكم الأول ; لأن الحديث مشتمل على ثلاثة أحكام ، وقد مر هذا الحكم ، وهو الجزء الأول منه في باب من سمى النفاس حيضا ، وقد ذكرنا هناك جميع ما يتعلق به من رجال الإسناد ولطائفه وتعدد موضعه ومعانيه وأحكامه ، فنذكر هنا ما لم نذكر هناك .

                                                                                                                                                                                  ورجاله هاهنا سعد بن حفص ، عن شيبان النحوي ، عن يحيى ، وهو ابن أبي كثير وهناك مكي بن إبراهيم ، عن هشام ، عن يحيى بن أبي كثير ، والخميلة القطيفة والخميلة الثانية هي الخميلة الأولى ; لأن المعرفة إذا أعيدت معرفة يكون الثاني عين الأول .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( قالت ) ، أي : زينب ، وظاهره التعليق ، لكن السياق مشعر بأنه داخل تحت الإسناد المذكور .

                                                                                                                                                                                  وقولها : ( حدثتني ) عطف على مقدر هو مقول القول .

                                                                                                                                                                                  قولها : ( وكنت ) عطف على مقدر تقديره : وقالت : كنت أغتسل وإظهار الضمير بعده لصحة العطف عليه ، وهو لفظ النبي ، ويجوز فيه النصب على المعية .

                                                                                                                                                                                  قولها : ( من إناء واحد من الجنابة ) ، كلمة من فيهما يتعلقان بقوله : ( أغتسل ) ، ولا يمتنع هذا ; لأن الابتداء في الأول من عين ، وفي الثاني من معنى ، وإنما يمتنع إذا كان الابتداء من شيئين هما من جنس واحد ; كزمانين ، نحو : رأيته من شهر من سنة ، أو مكانين نحو : خرجت من البصرة من الكوفة فافهم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية