الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  259 15 - حدثنا مسدد ، قال : حدثنا حماد ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة غسل يده .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا الحديث مفسر للحديث السابق ; لأن في الحديث السابق اختلاف الأيدي في الإناء بظاهره يتناول اليد الطاهرة واليد التي عليها ما يفسد الماء ، وبين هذا أنه إذا اغتسل من الجنابة غسل يده ، يعني إذا أراد الاغتسال من الجنابة غسل يده ، ثم بعد ذلك لا يضر إدخاله في الإناء ، لكن هذا عند خشيته من أن يكون بها أذى من أذى الجنابة أو غيرها ، وأما عند تيقنه بطهارة اليد فلم يكن يغسلها ، فبهذا ينتفي التعارض بينهما أو يكون الحديث السابق محمولا على تيقنه بعدم الأذى ، وهذا بظاهره يدل على أنه يغسلها قبل إدخالها في الإناء لعدم تيقنه بطهارتها .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر رجاله ) وهم خمسة : مسدد بن مسرهد ، وحماد هو ابن زيد ; لأن البخاري لم يرو عن حماد بن سلمة ، وهشام ، وهو ابن عروة بن الزبير بن العوام ، وفيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين ، والعنعنة في ثلاثة مواضع .

                                                                                                                                                                                  والبخاري أخرج هذا مختصرا وأخرجه أبو داود في الطهارة عن سليمان بن حرب ومسدد ، كلاهما عن حماد بن زيد ، ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة ، قال سليمان : يبدأ فيفرغ بيمينه ، وقال مسدد : غسل يده ، يصب الإناء على يده اليمنى ، ثم اتفقا : فيغسل فرجه ، قال مسدد : يفرغ على شماله ، وربما كنت عن الفرج ، ثم يتوضأ كوضوئه للصلاة ، ثم يدخل يده في الإناء فيخلل شعره حتى إذا رأى أنه قد أصاب البشرة أو أنقى البشرة أفرغ على رأسه ثلاثا ، وإذا فضل فضلة صبها عليه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية