الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  262 18 - حدثنا محمد بن محبوب ، قال : حدثنا عبد الواحد ، قال : حدثنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن كريب مولى ابن عباس ، عن ابن عباس ، قال : قالت ميمونة : وضعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ماء يغتسل به فأفرغ على يديه فغسلهما مرتين مرتين أو ثلاثا ، ثم أفرغ بيمينه على شماله فغسل مذاكيره ، ثم دلك يده بالأرض ، ثم تمضمض واستنشق ، ثم غسل وجهه ويديه وغسل رأسه ثلاثا ، ثم أفرغ على جسده ، ثم تنحى من مقامه فغسل قدميه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة الحديث للترجمة في تفريق غسل أعضائه بإفراغ الماء على جسده والتنحي من مقامه ( فإن قلت ) : هذا في تفريق الغسل فأين ما يدل على تفريق الوضوء . قلت : دل على تفريقه ذكر ميمونة صفة وضوئه عليه الصلاة والسلام بكلمة " ثم " التي تدل على التراخي مطلقا .

                                                                                                                                                                                  ذكر رجاله ، وهم سبعة : محمد بن محبوب أبو عبد الله البصري ، قيل : محبوب لقبه ، واسمه الحسن ، مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين ، وعبد الواحد هو ابن زياد البصري ، وقد تقدم هذا المتن من رواية موسى بن إسماعيل عنه في باب الغسل مرة واحدة غير أن في بعض ألفاظهما اختلافا ، فهنا قولها : ماء يغتسل به . وهناك : ماء فغسل يديه مرتين ، وها هنا : فأفرغ على يديه فغسلهما مرتين ، وهناك : ثم أفرغ على شماله ، وها هنا : ثم أفرغ بيمينه على شماله ، وهناك : ثم مسح يده بالأرض ، وها هنا : ثم دلك يده بالأرض ، وهناك : ثم مضمض ، وها هنا : ثم تمضمض ، وهناك : ثم أفاض على جسده ، وها هنا : ثم أفرغ على جسده ، وهناك : ثم تحول من مكانه ، وها هنا : ثم تنحى من مقامه ، أي : بعد من مقامه بفتح الميم اسم مكان . قال الكرماني : فإن قلت : هو مكان القيام فهل يستفاد منه أنه صلى الله تعالى عليه وسلم اغتسل قائما . قلت : ذلك أصله لكنه اشتهر بعرف الاستعمال لمطلق المكان قائما كان أو قاعدا فيه ، وبقية الكلام فيه مضت هناك .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية