الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
الوجه السادس: أن قوله: "فأما القرب بالجهة فمعلوم بالضرورة أنه لا يحصل بسبب السجود".

يقال له: يحتاج أن نبين أن ظاهر الخطاب هو الاقتراب بنفس السجود، والقرآن إنما فيه واسجد واقترب (19) [ ص: 45 ] [العلق: 19] وأنت لم تبين أن ظاهره الاقتراب بالسجود.

واعلم أنا نحن لا ننازع في السجود يكون به اقتراب كما لا ننازع في أن الاقتراب إلى الله، ولكن نحن [كل ما] نقوله لا ندعي أنه يخالف ظاهر القرآن، بل إما أن يكون ظاهر القرآن دالا عليه، أو هو معلوم من ظاهر القرآن ومن دليل آخر، [أو] معلوم من دليل لا يعارضه ظاهر القرآن.

الوجه السابع: أن يقال له: المعلوم بالضرورة أنه لا يكون اقتراب فعلي [إلا] الاقتراب بالجهة أي شيء كان المتقرب إليه، فإذا أمر العبد أن يقرب إلى شيء أو [يتباعد] عنه أو يتقرب من شيء أو يتباعد عنه، لم يعقل إلا الاقتراب والتباعد بالجهة، وكذلك إذا قيل فلان قد تقرب إلى كذا أو تباعد منه.

فالمعلوم بالضرورة [أن] التقرب بالأفعال لا يكون إلا اقترابا بالجهة.

التالي السابق


الخدمات العلمية