الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السابع في سيرته -صلى الله عليه وسلم- في تدبير المأكول والمشروب

                                                                                                                                                                                                                              وفيه أنواع :

                                                                                                                                                                                                                              الأول :

                                                                                                                                                                                                                              في إرشاده -صلى الله عليه وسلم- لما يفعل من الآداب .

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو داود عن صفوان بن أمية -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «أدن الطعام في فيك فإنه أهنأ وأمرأ» .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني :

                                                                                                                                                                                                                              فيما نهى عنه من ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              قال الله تعالى : وكلوا واشربوا ولا تسرفوا [الأعراف 31] .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد في المسند والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه وابن حبان والنسائي وابن السني عن عبد الرحمن بن المرفع قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إن الله لم يخلق وعاء إذا ملئ شر من بطن ، فإذا كان لا بد فاجعلوا ثلثا للطعام ، وثلثا للشراب وثلثا للريح» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود وابن ماجه والحاكم عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «نهى عن مائدة يشرب عليها خمر ، وأن يأكل الرجل وهو مضطجع» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي عن أنس -رضي الله تعالى عنه- قال : «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الشرب قائما ، والأكل قائما» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البيهقي في الشعب عن عبد الواحد بن معاوية بن خديج مرسلا ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «نهى عن الطعام الحار حتى يبرد» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى في الشعب أيضا عن ابن شهاب مرسلا ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن العب نفسا واحدا ، وقال : «ذلك شرب الشيطان» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود والدارقطني في العلل ، عن أنس وابن السني ، وأبو نعيم في الطب ، عن علي وعن أبي سعيد عن الزهري مرسلا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «أصل كل داء البرودة» . [ ص: 134 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية