الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثالث : في استحبابه -صلى الله عليه وسلم- الحجامة في أيام مخصوصة .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد والترمذي عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «خير ما تحتجمون يوم سبع عشرة ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين» زاد الإمام أحمد والحاكم : «وما مررت بملإ من الملائكة ليلة أسري بي إلا قالوا : عليك بالحجامة يا محمد» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه والبيهقي والترمذي عن أنس -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «من أراد الحجامة فليتحر سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود عن أبي بكرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «يوم الثلاثاء يوم الدم ، فيه ساعة لا يرقأ فيها الدم؛ أي : لا ينقطع» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود من طريق أبي بكرة بكار بن عبد العزيز وبكار استشهد به البخاري في الصحيح ، وروى له في الأدب ، وقال ابن معين : صالح ، وقال ابن عدي : أرجو أن لا بأس به [ ص: 152 ] وهو ممكن يكتب حديثه عن كيسة- بمثناة تحتية ثقيلة وسين مهملة- بنت أبي بكرة أن أباها كان ينهى أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء ، ويزعم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إن يوم الثلاثاء يوم الدم ، وفيه ساعة لا يرقأ فيها الدم» .

                                                                                                                                                                                                                              قوله : «لا يرقأ بالهمز؛ أي : لا ينقطع» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البيهقي وابن ماجه عن نافع -رحمه الله تعالى- أن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قال له : يا نافع ، قد [تبيغ بي الدم ، فالتمس لي حجاما ، واجعله رفيقا إن استطعت ، ولا تجعله شيخا كبيرا ولا صبيا صغيرا؛ فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : «الحجامة على الريق أمثل ، وفيه شفاء وبركة ، وتزيد في العقل ، وفي الحفظ ، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس ، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت ويوم الأحد تحريا ، واحتجموا يوم الإثنين والثلاثاء ، فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء ، وضربه بالبلاء يوم الأربعاء ، فإنه لا يبدو جزام ولا برص إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء] .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «من احتجم لسبع عشرة من الشهر وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان له شفاء من كل داء» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن عساكر عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : «من احتجم يوم الخميس فمرض فيه مات فيه .

                                                                                                                                                                                                                              وما رواه أبو يعلى عن الحسن بن علي -رضي الله تعالى عنهما- أن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات

                                                                                                                                                                                                                              ففيه يحيى بن العلاء ، وهو كذاب .

                                                                                                                                                                                                                              وحديث أبي هريرة : «من احتجم يوم الأربعاء ويوم السبت فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه» رواه البزار من طريق سليمان بن أرقم ، وهو كذاب ، ورواه الشيرازي في الألقاب والحاكم وتعقب ، والبيهقي .

                                                                                                                                                                                                                              وحديث ابن عمر : نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحجامة يوم الثلاثاء رواه الطبراني في الكبير ، من طريق مسلمة بن علي الخشني .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني في الكبير وابن عدي وابن سعد عن معقل بن يسار وابن حبان في الضعفاء والبيهقي عن أنس -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «الحجامة يوم [ ص: 153 ] الثلاثاء لسبع عشرة خلت من الشهر دواء لداء السنة» وفي لفظ : «من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة كان دواء لداء سنة» وفي لفظ : «أخرج الله منه داء سنة»

                                                                                                                                                                                                                              انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن حبيب في الطب النبوي عن عبد الكريم الحضرمي معضلا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : [«الحجامة تكره أول النهار ، ولا يرجى نفعها حتى ينقص الهلال» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني] في الكبير من طريق أبي هرمز عن نافع عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنه- قال : دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يحتجم يوم الثلاثاء فقلت : في هذا اليوم تحتجم ؟ قال : «نعم . ومن وافق منكم يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضت من الشهر فلا يتجاوز حتى يحتجم . فاحتجموا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني في الكبير أيضا برجال الصحيح عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر دواء لداء السنة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني في الكبير أيضا برجال ثقات ، وفي سنده انقطاع ، عن ابن سيرين قال : أنفع الحجامة ما كان في نقصان الشهر .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار وأبو نعيم في الطب عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «احتجموا لخمس عشرة أو لسبع عشرة أو لتسع عشرة أو إحدى وعشرين ، لا يتبيغ عليكم الدم فيقتلكم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى العقيلي في الضعفاء من حديث أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «عليكم بالحجامة يوم الخميس؛ فإنها تزيد في الأرب» قيل : وما الأرب ؟ قال : «العقل» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية