الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الحادي والثلاثون في علاجه- صلى الله عليه وسلم- المفؤود

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو داود عن سعد بن أبي وقاص- رضي الله تعالى عنه- قال : مرضت مرضا فأتاني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعودني ، فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي ، وقال لي : إنك رجل مفؤود فأت الحارث بن كلدة من ثقيف فإنه رجل يتطبب ، فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليجأهن بنواهن ثم ليلدك بهن» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن منده عن سعد قال : مرضت ، فعادني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال : «إني لأرجو أن يشفيك الله» ، ثم قال للحارث بن كلدة : «عالج سعدا مما به» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني في الكبير عن سعد بن أبي وقاص- رضي الله تعالى عنه- قال : دخل علي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعودني فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي ، فقال : أنت رجل مفؤود فأت الحارث بن كلدة ، فإنه رجل يتطبب فليأخذ خمس تمرات من عجوة المدينة فليجأهن بنواهن ثم ليلدك بهن» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والحارث بسند فيه ابن لهيعة والإمام أحمد والطبراني في الكبير عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- وعبد الرزاق عن رجل من بني زهرة وعبد الرزاق عن معمر بلاغا قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة بطونهم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو نعيم في الطب قال : مرض سعد بن أبي وقاص ، وهو مع رسول الله فقال : يا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ما أراني إلا ميت فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- : «إني لأرجو أن يشفيك الله حتى يضر بك قوم وينتفع بك آخرون ، ثم قال للحارث بن كلدة الثقفي : عالج سعدا مما به ، فقال : والله إني لأرجو أن يكون شفاؤه مما به في رحله ، هل معكم من هذه التمرة العجوة شيء ؟ قالوا : نعم ، قال : فصنع له القرنفة خلط له التمر بالحلبة ، ثم أوسعها سمنا ثم أحساها إياه فكأنما ينشط من عقال .

                                                                                                                                                                                                                              [وفيه عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا أخذ أهله الوعك أمر بالحساء فصنع ، قالت] وكان يقول : «إنه ليرتق فؤاد الحزين ويسرو عن فؤاد السقيم كما تسرو إحداكن الوسخ عن وجهها بالماء . [ ص: 185 ]

                                                                                                                                                                                                                              وفيه عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة بطونهم» .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه عن أنس أنه قدم على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رهط من عرينة فأتوا النبي- صلى الله عليه وسلم- فقالوا : احتوينا المدينة وعظمت بطوننا وانتهشت أعضادنا فأمرهم أن يجيئوا براعي الإبل لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- فيشربوا من ألبانها وأبوالها ، حتى ضمرت بطونهم .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه عن صهيب قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «عليكم بأبوال الإبل البرية وألبانها» .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه عن الشيخين عن أبي سعيد أن رجلا أتى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله إن أخي استطلق وفي لفظ : يشتكي بطنه فقال : «اسقه عسلا» ، فسقاه ثم أتاه فقال : يا رسول الله قد سقيته ، فلم يزده إلا استطلاقا فقال : «اسقه عسلا» ، قال : إما في الثالثة أو في الرابعة قال : حسيته فسقاه فشفي ثم قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «صدق الله تعالى وكذب بطن أخيك» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية