الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              تنبيهات

                                                                                                                                                                                                                              الأول : قال الأطباء : إنما يستعمل الكي في الخلط الباغي الذي لا تنحسم مادته إلا به ، ولهذا وصفه- صلى الله عليه وسلم- ثم نهى عنه ، وإنما كرهه لما فيه من الألم الشديد والخطر العظيم ، ولهذا كانت العرب تقول في أمثلتها : «آخر الدواء الكي» والنهي فيه محمول على الكراهة ، أو على خلاف الأولى لما يقتضيه مجموع الأحاديث .

                                                                                                                                                                                                                              وقيل : إنه خاص لعمران بن حصين ، لأنه كان به الباسور ، وكان موضعه خطرا فنهاه عن كيه ، فلما اشتد عليه كواه فلم ينجح قال ابن قتيبة : الكي نوعان : كي الصحيح لئلا يعتل ، فهذا الذي قيل فيه : لم يتوكل من اكتوى ، لأنه يريد أن يدفع عنه القدر ، والقدر لا يدافع .

                                                                                                                                                                                                                              والثاني : كي الجرح إذا فسد ، والعضو إذا قطع فهو الذي شرع التداوي له ، فإن كان الكي لأمر محتمل فهو خلاف الأولى ، لما فيه من تعجيل التعذيب بالنار لأمر غير محقق ، قال الحافظ : وحاصل الجمع أن الفعل يدل على الجواز ، وعدم الفعل لا يدل على المنع بل يدل على أن تركه أرجح من فعله ، ولذا وقع الثناء على تركه ، وأما النهي عنه فإما على سبيل الاختيار والتنزيه ، وإما عما لا يتعين طريقا للشفاء . [ ص: 161 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية