الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وثالثها أن : المنبر يقطع بعض الصفوف وإنما الصف الأول الواحد المتصل الذي في فناء المنبر وما على طرفيه مقطوع .

وكان الثوري يقول الصف الأول هو الخارج بين يدي المنبر وهو متجه لأنه متصل ولأن الجالس فيه يقابل الخطيب ويسمع منه .

ولا يبعد أن يقال : الأقرب إلى القبلة هو الصف الأول ولا يراعى هذا المعنى .

التالي السابق


(وثالثها: إن المنبر) إذا كان عظيما (يقطع بعض الصفوف) ، ويمنع عن الاتصال (وإنما الصف الأول الواحد المتصل الذي في فناء المنبر) ؛ أي: حياله (وما على طرفيه) يمينا، وشمالا (مقطوع) غير متصل؛ ولذا كره بعضهم الصلاة في فناء المنبر من قبل أن المنبر يقطع الصفوف، وكان عندهم أن تقدمة الصفوف إلى فناء المنبر بدعة، وكان سفيان (الثوري) -رحمه الله تعالى- (يقول الصف الأول هو الخارج بين يدي المنبر) ، كذا في القوت. قال المصنف: (وهو متجه) ، أي: له وجه صحيح (لأنه متصل) غير مقطوع (ولأن الجالس فيه يقابل الخطيب) بوجهه، ولا يتكلف للانحراف (ويسمع منه) خطبته .

قلت: وهو اختيار أبي الليث السمرقندي من أصحابنا (ولا يبعد أن يقال: الأقرب إلى القبلة هو الصف الأول) ، كما هو المتعارف (ولا يراعى هنا المنبر) لضرورة الاحتياج إليه، ونظرا إلى هذا جعلوا المحاريب مقورة حيث يقف الإمام، فيكمل الصف، والصفان عن يمين المنبر، وعن شماله .




الخدمات العلمية