الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
يوم الأربعاء .

روى أبو إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صلى يوم الأربعاء ثنتي عشرة ركعة عند ارتفاع النهار ، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وآية الكرسي مرة وقل هو الله أحد ثلاث مرات ، والمعوذتين ثلاث مرات ، نادى مناد عند العرش : يا عبد الله ، استأنف العمل فقد غفر لك ما تقدم من ذنبك ، ورفع الله سبحانه عنك عذاب القبر وضيقه وظلمته ، ورفع عنك شدائد القيامة ، ورفع له من يومه عمل نبي .

التالي السابق


( يوم الأربعاء) ممدود، وهو بكسر الباء، ولا نظير له من المفردات، وإنما يتأتى وزنه في الجمع، وبعض بني أسد يفتح الباء، والضم لغة قليلة فيه، والجمع أربعاوات .

( أبو إدريس الخولاني) عائذ الله بن عبد الله بن إدريس بن عائذ بن عبد الله بن عتبة بن غيلان بن مكين العوذي، ويقال: العيذي قبيلة من خولان عالم أهل الشام بعد أبي الدرداء، وعابدهم، وقارئهم. قال الزهري : أدرك أبو إدريس عبادة بن الصامت، وأبا الدرداء، وشداد بن أوس، وفاته معاذ بن جبل، وقال ابن عبد البر : سماع أبي إدريس، عن معاذ عندنا صحيح من رواية أبي حازم وغيره، ولعل رواية الزهري عنه أنه قال: فاتني معاذ، أراد في معنى من المعاني، وأما لقاؤه وسماعه منه فصحيح غير مدفوع، وقد سئل الوليد بن مسلم، وكان عالما بأيام أهل الشام، هل لقي أبو إدريس معاذا؟ فقال: نعم؛ أدرك معاذا، وأبا عبيدة، وهو ابن عشر سنين، ولد يوم حنين، سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول ذلك، قال ابن معين وغيره: مات سنة ثمانين، روى له الجماعة .

( عن معاذ بن جبل ) رضي الله عنه ( قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى يوم الأربعاء اثنتي عشرة ركعة عند ارتفاع النهار، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وآية الكرسي مرة وقل هو الله أحد ثلاث مرات، والمعوذتين ثلاث مرات، نادى به ملك عند العرش: يا عبد الله، استأنف العمل فقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك، ورفع عنك عذاب القبر وضيقته وظلمته، ورفع عنك شدائد) يوم ( القيامة، ورفع له من يومه عمل نبي) . أورده صاحب القوت من غير ذكر المعوذتين، وقال العراقي : رواه أبو موسى المديني، وقال: رواته ثقات، والحديث مركب .

قال العراقي : قلت: بل فيه ابن حميد غير مسمى، وهو محمد بن حميد الرازي أحد الكذابين. اهـ .

قلت: قال الذهبي في الكاشف: [ ص: 376 ] محمد بن حميد الرازي الحافظ، عن يعقوب التيمي، وجرير، وعنه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، ومحمد بن جرير، وخلق، وثقه جماعة، وقال يعقوب بن شيبة: كثير المناكير، وقال البخاري : فيه نظر، وقال النسائي : ليس بثقة مات سنة 248، وقال في الديوان: محمد بن حميد بن حيان الرازي، عن ابن المبارك، كذبه أبو زرعة، وقال صالح جزرة : ما رأيت أحذق بالكذب منه، ومن الشاذكوني. اهـ .

وأشار ابن الجوزي أن صلاة يوم الأربعاء من وضع الجوزقاني، ولم يذكرها .




الخدمات العلمية