الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 176 ] ( شن ) الشين والنون أصل واحد يدل على إخلاق ويبس . من ذلك الشن ، وهو الجلد اليابس الخلق البالي ، والجمع شنان . وفي الحديث في ذكر القرآن : لا يتفه ولا يتشان ، أي لا يقل ولا يخلق . والشنين : قطران الماء من الشنة . قال الشاعر :


                                                          يا من لدمع دائم الشنين



                                                          ومن الباب : الشنشنة ، وهي غريزة الرجل . وفي أمثالهم : " شنشنة أعرفها من أخزم " ، وهي مشتقة مما ذكرناه ، أي هي طبيعته التي ولدت معه وقدمت ، فهي كأنها شنة . والشنون ، مختلف فيه ، فقال قوم : هو المهزول ، واحتجوا بقول الطرماح في وصف الذئب الجائع :


                                                          كالذئب الشنون



                                                          وقال آخرون : هو السمين . ويقال إنه الذي ليس بسمين ولا مهزول . وإذا اختلفت الأقاويل نظر إلى أقربها من قياس الباب فأخذ به . وقد قال الخليل : إن الشنون الذي ذهب بعض سمنه ، [ شبه ] بالشن . وقال : يقال للرجل إذا هزل : قد استشن . وأما إشنان الغارة فإنما هو مشتق من الشنين ، وهو قطران الماء من الشنة ، كأنهم تفرقوا عليهم فأتوهم من كل وجه . ويقال شننت الماء ، إذا صببته متفرقا . وهو خلاف سننت .

                                                          [ ص: 177 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية