الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( باب الطاء والواو وما يثلثهما )

                                                          ( طوي ) الطاء والواو والياء أصل صحيح يدل على إدراج شيء حتى يدرج بعضه في بعض ، ثم يحمل عليه تشبيها . يقال : طويت الثوب والكتاب طيا أطويه . ويقال : طوى الله عمر الميت . والطوي : البئر المطوية . قال :


                                                          فقالت له هذا الطوي وماؤه ومحترق من يابس الجلد قاحل

                                                          ومما حمل على هذا الباب قولهم لمن مضى على وجهه : طوى كشحه . وأنشد :


                                                          وصاحب لي طوى كشحا فقلت له     إن انطواءك عني سوف يطويني

                                                          وهذا هو القياس ; لأنه إذا مضى وغاب عنه فكأنه أدرج . ومن الباب : أطواء الناقة ، وهي طرائق شحم جنبيها . والطيان : الطاوي البطن . ويقال طوي ; وذلك أنه إذا جاع وضمر صار كالشيء الذي لو ابتغي طيه لأمكن . فإن تعمد للجوع قال : طوى يطوي طيا ، وذلك في القياس صحيح ; [ ص: 430 ] لأنه أدرج الأوقات فلم يأكل فيها ، قال الشاعر في الطوى :


                                                          ولقد أبيت على الطوى وأظله     حتى أنال به كريم المأكل

                                                          ثم غيروا هذا البناء أدنى تغيير ، فزال المعنى إلى غيره ، فقالوا : الطاية ; وهي كلمة صحيحة تدل على استواء في مكان . قال قوم : الطاية : السطح . وقال آخرون : هي مربد التمر . وقال قوم : هي صخرة عظيمة في أرض ذات رمل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية