الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( صب ) الصاد والباء أصل واحد ، وهو إراقة الشيء ، وإليه ترجع فروع الباب كله .

                                                          من ذلك صببت الماء أصبه صبا . ويحمل على ذلك ، فيقال لما انحدر من الأرض صبب ، وجمعه أصباب ، كأنه شيء منصب في انحداره . وفي الحديث : أنه كان - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا مشى فكأنما يمشي في صبب . وقال الراجز :


                                                          بل بلد ذي صعد وأصباب

                                                          والصبة : القطعة من الخيل ، كأنها تنصب في الإغارة انصبابا ، والقطعة من الغنم أيضا صبة ، لذلك المعنى . ويقال للحيات الأساود : الصب ; وذلك أنها إذا أرادت النكز انصبت على الملدوغ انصبابا . فأما الصبيب فيقال إنه ماء ورق السمسم ، ويقال بل هو عصارة الحناء . وقال الشاعر ، وهو يدل على صحة القول الأول :


                                                          فأوردتها ماء كأن جمامه     من الأجن حناء معا وصبيب

                                                          [ ص: 281 ] وقال قوم : الصبيب : الدم الخالص ، والعصفر المخلص . والصبابة : البقية من الماء في الإناء . والصبابة من صب إليه . ورجل صب ، إذا غلبه الهوى ، وهو من انصباب القلب . ويقال تصبب الحر : اشتد ، كأنه شيء صب على الأرض صبا . وتصبصب الشيء : ذهب ومحق ، كأنه صب صبا . ويقال تصاببت الإناء ، إذا شربت صبابته . وكذلك تصاببت الشيء ، إذا نلته قليلا . قال الشماخ :


                                                          لقوم تصاببت المعيشة بعدهم     أحب إلي من عفاء تغيرا

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية