الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( شفي ) الشين والفاء والحرف المعتل يدل على الإشراف على الشيء ; يقال أشفى على الشيء إذا أشرف عليه . وسمي الشفاء شفاء لغلبته للمرض وإشفائه عليه . ويقال استشفى فلان ، إذا طلب الشفاء . وشفى كل شيء : حرفه . وهذا ممكن أن يكون من هذا الباب ، وممكن أن يكون من الإبدال ، وتكون الفاء مبدلة من ياء .

                                                          ويقال أعطيتك الشيء تستشفي به ، ثم يقال أشفيتك الشيء ، وهو الصحيح . ويقال أشفى المريض على الموت ، وما بقي منه إلا شفى أي قليل . فأما قول العجاج :


                                                          أوفيته قبل شفى أو بشفى



                                                          [ ص: 200 ] قالوا : يريد إذا أشفت الشمس على الغروب .

                                                          وأما الشفة فقد قيل فيها إن الناقص منها واو ، يقال ثلاث شفوات . ويقال رجل أشفى ، إذا كان لا ينضم شفتاه ، كالأروق . وقال قوم : الشفة حذفت منها الهاء ، وتصغيرها شفيهة . والمشافهة بالكلام : مواجهة من فيك إلى فيه . ورجل شفاهي : عظيم الشفتين . والقولان محتملان ، إلا أن الأول أجود لمقاربة القياس الذي ذكرناه ، لأن الشفتين تشفيان على الفم .

                                                          ومما شذ عن الباب قولهم : شفهني فلان عن كذا ، أي شغلني .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية