الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( زور ) الزاء والواو والراء أصل واحد يدل على الميل والعدول . من ذلك الزور : الكذب ; لأنه مائل عن طريقة الحق . ويقال زور فلان الشيء تزويرا . حتى يقولون زور الشيء في نفسه : هيأه ، لأنه يعدل به عن طريقة تكون أقرب إلى قبول السامع . فأما قولهم للصنم زور فهو القياس الصحيح . قال :


                                                          جاءوا بزوريهم وجئنا بالأصم



                                                          والزور : الميل . يقال ازور عن كذا ، أي مال عنه .

                                                          ومن الباب : الزائر ، لأنه إذا زارك فقد عدل عن غيرك .

                                                          ثم يحمل على هذا فيقال لرئيس القوم وصاحب أمرهم : الزوير ، وذلك أنهم يعدلون عن كل أحد إليه . قال :


                                                          بأيدي رجال لا هوادة بينهم     يسوقون للموت الزوير اليلنددا



                                                          ويقولون : هذا رجل ليس له زور ، أي ليس له صيور يرجع إليه . والتزوير : كرامة الزائر . والزور : القوم الزوار ; يقال ذلك في الواحد والاثنين والجماعة والنساء . قال الشاعر :

                                                          [ ص: 37 ]

                                                          ومشيهن بالخبيب المور     كما تهادى الفتيات الزور



                                                          فأما قولهم إن الزور القوي الشديد ، فإنما هو من الزور ، وهو أعلى الصدر شاذ عن الأصل الذي أصلناه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية