الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( طرف ) الطاء والراء والفاء أصلان : فالأول يدل على حد الشيء وحرفه ، والثاني يدل على حركة في بعض الأعضاء .

                                                          فالأول : طرف الشيء والثوب والحائط . ويقال ناقة طرفة : ترعى أطراف المرعى ولا تختلط بالنوق .

                                                          وقولهم : عين مطروفة ، من هذا ; وذلك أن يصيبها طرف شيء ثوب أو غيره فتغرورق دمعا . ويستعار ذلك حتى يقال : طرفها الحزن .

                                                          فأما قولهم : هو كريم الطرفين ، فقال قوم : يراد به نسب الأب والأم . ولا يدرى أي الطرفين أطول ، هو من هذا . وجمع الطرف أطراف . قال :

                                                          [ ص: 448 ]

                                                          وكيف بأطرافي إذا ما شتمتني وما بعد شتم الوالدين صلوح

                                                          ويقال إن الطراف : ما يؤخذ من أطراف الزرع .

                                                          ومن الباب : الطوارف من الخباء ، وهي ما رفعت من جوانبه لتنظر ، فأما قولهم : جاء فلان بطارفة عين ، فهو من الذي ذكرناه في قولهم : طرفت العين ، إذا أصابها طرف شيء فاغرورقت . وإذا كان كذا لم تكد تبصر . فكذلك قولهم : بطارفة عين ، أي بشيء تتحير له العين من كثرته .

                                                          ومن الباب قولهم للشيء المستحدث : طريف ; وهو خلاف التليد ، ومعناه أنه شيء أفيد الآن في طرف زمان قد مضى . يقولون منه : اطرفت الشيء ، إذا استحدثته ، أطرفه ، اطرافا .

                                                          ومن الباب : الرجل الطرف : الذي لا يثبت على امرأة ولا صاحب . وذلك القياس ; لأنه يطلب الأطراف فالأطراف . والمرأة المطروفة ، يقولون إنها التي لا تثبت على رجل واحد ، بل تطرف الرجال . وهو قول الحطيئة :


                                                          بغى الود من مطروفة الود طامح

                                                          ومن الباب الطرف : الفرس الكريم ، كأن صاحبه قد اطرفه . وللمطرف فضل على التليد . [ ص: 449 ] وأما الأصل الآخر فالطرف ، وهو تحريك الجفون في النظر . هذا هو الأصل ثم يسمون العين الطرف مجازا . ولذلك يسمى نجم من النجوم الطرفة ، كأنه فيما أحسب طرف الأسد . قال جرير :


                                                          إن العيون التي في طرفها مرض     قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

                                                          فأما الطراف فإنه بيت من أدم ، وهو شاذ عن الأصلين اللذين ذكرناهما .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية