الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( شكر ) الشين والكاف والراء أصول أربعة متباينة بعيدة القياس . فالأول : الشكر : الثناء على الإنسان بمعروف يوليكه . ويقال إن حقيقة [ ص: 208 ] الشكر الرضا باليسير . يقولون : فرس شكور ، إذا كفاه لسمنه العلف القليل . وينشدون قول الأعشى :


                                                          ولا بد من غزوة في المصي ف رهب تكل الوقاح الشكورا



                                                          ويقال في المثل : " أشكر من بروقة " ، وذلك أنها تخضر من الغيم من غير مطر .

                                                          والأصل الثاني : الامتلاء والغزر في الشيء . يقال حلوبة شكرة إذا أصابت حظا من مرعى فغزرت . ويقال : أشكر القوم ، وإنهم ليحتلبون شكرة ، وقد شكرت الحلوبة . ومن هذا الباب : شكرت الشجرة ، إذا كثر فيئها .

                                                          والأصل الثالث : الشكير من النبات ، وهو الذي ينبت من ساق الشجرة ، وهي قضبان غضة . ويكون ذلك في النبات أول ما ينبت . قال :

                                                          حمم فرخ كالشكير الجعد

                                                          والأصل الرابع : الشكر ، وهو النكاح . ويقال بل شكر المرأة : فرجها . وقال يحيى بن يعمر ، لرجل خاصمته امرأته : " إن سألتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلها وتضهلها " .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية