الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( سن ) السين والنون أصل واحد مطرد ، وهو جريان الشيء وإطراده في سهولة ، والأصل قولهم سننت الماء على وجهي أسنه سنا ، إذا أرسلته إرسالا . ثم اشتق منه رجل مسنون الوجه ، كأن اللحم قد سن على وجهه . والحمأ المسنون من ذلك ، كأنه قد صب صبا .

                                                          [ ص: 61 ] ومما اشتق منه السنة ، وهي السيرة . وسنة رسول الله عليه السلام : سيرته . قال الهذلي :


                                                          فلا تجزعن من سنة أنت سرتها فأول راض سنة من يسيرها



                                                          وإنما سميت بذلك لأنها تجري جريا . ومن ذلك قولهم : امض على سننك وسننك ، أي وجهك . وجاءت الريح سنائن ، إذا جاءت على طريقة واحدة . ثم يحمل على هذا : سننت الحديدة أسنها سنا . إذا أمررتها على السنان . والسنان هو المسن . قال الشاعر :


                                                          سنان كحد الصلبي النحيض



                                                          والسنان للرمح من هذا ; لأنه مسنون ، أي ممطول محدد . وكذلك السناسن ، وهي أطراف فقار الظهر ، كأنها سنت سنا .

                                                          ومن الباب : سن الإنسان وغيره مشبه بسنان الرمح . والسنون : ما يستاك به ; لأنه يسن به الأسنان سنا . فأما الثور . فأما قولهم : سن إبله ، إذا رعاها ، فإن معنى ذلك أنه رعاها حتى حسنت بشرتها ، فكأنها قد صقلت صقلا ، كما تسن الحديدة . هذا معنى الكلام ، ويرجع إلى الأصل الذي أصلناه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية