الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( طلق ) الطاء واللام والقاف أصل صحيح مطرد واحد ، وهو يدل على التخلية والإرسال . يقال : انطلق الرجل ينطلق انطلاقا . ثم ترجع الفروع إليه ، تقول : أطلقته إطلاقا . والطلق : الشيء الحلال ، كأنه قد خلي عنه فلم يحظر .

                                                          [ ص: 421 ] ومن الباب عدا الفرس طلقا أو طلقين . وامرأة طالق : [ طلقها زوجها ] ، وطالقة غدا . وأطلقت الناقة من عقالها وطلقتها فطلقت . ورجل طلق الوجه وطليقه ، كأنه منطلق ، وهو ضد الباسر ; لأن الباسر الذي لا يكاد يهش ولا ينفسح ببشاشة . وأهل اليمن يقولون : أبسر المركب ، إذا وقف . ويقال : طلق يده بخير وأطلق ، بمعنى . وأنشد ثعلب :


                                                          اطلق يديك تنفعاك يا رجل بالريث ما أرويتها لا بالعجل

                                                          والطالق : الناقة ترسل ترعى حيث شاءت . ويقال للظبي إذا مر لا يلوي على شيء : قد تطلق . ورجل طلق اللسان وطليقه . وهذا لسان طلق ذلق .

                                                          وتقول : هذا أمر ما تطلق نفسي له ، أي لا تنشرح له . ويقال : طلق السليم ، إذا سكن وجعه بعد العداد . قال :


                                                          تطلقه طورا وطورا تراجع

                                                          فأما قوله :


                                                          كما تعتري الأهوال رأس المطلق

                                                          فإنه يروى كذا بفتح اللام : " المطلق " ، وهو الذي طلق من وجع السم . [ ص: 422 ] ومن الناس من يرويه " المطلق " بكسر اللام ، فمعناه أنهم يسمون الرجل الذي يريد أن يسابق بفرسه المطلق ، فالأهوال تعتريه ; لأنه لا يدري أيسبق أم يسبق .

                                                          قال الشيباني : الطالق من [ الإبل ] التي يتركها الراعي لنفسه ، لا يحلبها على الماء . يقال : استطلق الراعي لنفسه ناقة . وليلة الطلق : [ ليلة ] يخلي الراعي إبله إلى الماء . وهو يتركها مع ذلك ترعى ليلتئذ . يقال : أطلقتها حتى طلقت طلقا وطلوقا ، وهي قبل القرب وبعد التحويز .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية