الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( طبق ) الطاء والباء والقاف أصل صحيح واحد ، وهو يدل على وضع شيء مبسوط على مثله حتى يغطيه . من ذلك الطبق . تقول : أطبقت الشيء على الشيء ، فالأول طبق للثاني ; وقد تطابقا . ومن هذا قولهم : أطبق الناس على كذا ، كأن أقوالهم تساوت حتى لو صير أحدهما طبقا للآخر لصلح . والطبق : الحال ، في قوله تعالى : لتركبن طبقا عن طبق . وقولهم : " إحدى بنات طبق " هي الداهية ، وسميت طبقا لأنها تعم وتشمل . ويقال لما علا الأرض حتى غطاها : هو طبق الأرض . ومنه قول امرئ القيس يصف الغيث :


                                                          ديمة هطلاء فيها وطف طبق الأرض تحرى وتدر

                                                          [ ص: 440 ] وقولهم : طبق الحق إذا أصابه - من هذا ، ومعناه : وافقه حتى صار ما أراده وفقا للحق مطابقا له . ثم يحمل على هذا حتى يقال : طبق ، إذا أصاب المفصل ولم يخطئه . ثم يقولون : طبق عنقه بالسيف : أبانها .

                                                          فأما المطابقة فمشي المقيد ، وذلك أن رجليه تقعان متقاربتين كأنهما متطابقتين . ومنه قول الجعدي :


                                                          طباق الكلاب يطأن الهراسا

                                                          والطبق : عظم رقيق يفصل بين الفقارتين . ويد طبقة ، إذا التزقت بالجنب . وطابقت بين الشيئين ، إذا جعلتهما على حذو واحد . ولذلك سمينا نحن ما تضاعف من الكلام مرتين مطابقا . وذلك مثل جرجر ، وصلصل ، وصعصع . والطبق : الجماعة من الجراد ; وإنما شبه ذلك بطبق يغطي الأرض . ويقال : ولدت الغنم طبقا وطبقة ، إذا ولد بعضها بعد بعض . والقياس في ذلك كله واحد .

                                                          فأما قولهم للعيي من الرجال : الطباقاء ، وللبعير لا يحسن الضراب : طباقاء ، فهو من هذا القياس ، كأنه ستر عنه الشيء حتى أطبق فصار كالمغطى . قال جميل :


                                                          طباقاء لم يشهد خصوما ولم يقد     ركابا إلى أكوارها حين تعكف

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية