الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 665 ] آ . (31) وقرأ ابن جبير وابن مسعود " كبير " : بالإفراد ، والمراد به الكفر . وقرأ المفضل "يكفر " و "يدخلكم " بياء الغيبة لله تعالى . وابن عباس "من سيئاتكم " بزيادة "من " .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ نافع وحده هنا وفي الحج : "مدخلا " بفتح الميم ، والباقون بضمها ، ولم يختلفوا في ضم التي في الإسراء . فأما المضموم الميم فإنه يحتمل وجهين ، أحدهما : أنه مصدر ، وقد تقرر أن اسم المصدر من الرباعي فما فوقه كاسم المفعول ، والمدخول فيه على هذا محذوف أي : ويدخلكم الجنة إدخالا . والثاني : أنه اسم مكان الدخول ، وفي نصبه حينئذ احتمالان ، أحدهما : أنه منصوب على الظرف ، وهو مذهب سيبويه . والثاني : أنه مفعول به وهو مذهب الأخفش . وهكذا كل مكان مختص بعد "دخل " فإن فيه هذين المذهبين وهذه القراءة واضحة ؛ لأن اسم المصدر والمكان جاريان على فعليهما .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما قراءة نافع فتحتاج إلى تأويل ، وذلك لأن المفتوح الميم إنما هو من الثلاثي ، والفعل السابق لهذا - كما رأيت - رباعي ، فقيل : إنه منصوب بفعل مقدر مطاوع لهذا الفعل ، والتقدير : يدخلكم فتدخلون مدخلا ، و "مدخلا " منصوب على ما تقدم : إما المصدرية وإما المكانية بوجهيها .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 666 ] وقيل : هو مصدر على حذف الزوائد نحو : أنبتكم من الأرض نباتا على أحد القولين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية