الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (32) و ما في قوله تعالى : ما فضل الله : موصولة أو نكرة موصوفة ، والعائد الهاء في "به " . و "بعضكم " مفعول بـ "فضل " و "على بعض " متعلق به .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : واسألوا : الجمهور على إثبات الهمزة في الأمر من السؤال الموجه نحو المخاطب إذا تقدمه واو أو فاء نحو : فاسأل الذين واسألوا الله من فضله . وابن كثير والكسائي بنقل حركة الهمزة إلى السين تخفيفا لكثرة استعماله . فإن لم تتقدمه واو ولا فاء فالكل على النقل نحو : سل بني إسرائيل ، وإن كان لغائب فالكل على الهمز نحو : وليسألوا ما أنفقوا . ووهم ابن عطية فنقل اتفاق القراء على الهمز في نحو : واسألوا ما أنفقتم وليس اتفاقهم في هذا بل في وليسألوا ما أنفقوا كما تقدم . وتخفيف الهمز لغة الحجاز ، ويحتمل أن يكون ذلك من لغة من يقول : "سال يسال " بألف محضة ، وقد تقدم تحقيق ذلك في البقرة عند " سل بني إسرائيل " فعليك بالالتفات إليه ، وهذا إنما يتأتى في "سل " و "فسل " وأما "وسلوا " فلا يتأتى فيه ذلك ؛ لأنه كان ينبغي أن يقال : سالوا كخافوا ، وقد يقال : إنه التزم الحذف لكثرة الدور .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 667 ] وهو يتعدى لاثنين ، والجلالة مفعول أول ، وفي الثاني قولان ، أحدهما : أنه محذوف فقدره ابن عطية : "أمانيكم " ، وقدره غيره : شيئا من فضله ، فحذف الموصوف وأبقى صفته نحو : "أطعمته من اللحم " أي : شيئا منه ، و "من " تبعيضية . والثاني : أن "من " زائدة ، والتقدير : واسألوا الله من فضله ، وهذا إنما يتمشى على رأي الأخفش لفقدان الشرطين ، وهما تنكير المجرور وكون الكلام غير موجب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية